ما هي الآداب والسنن المستحبة للإنسان عند حصول ما يُفْزِعُهُ أو يخاف منه؟

عندما يواجه الإنسان لحظات الخوف أو الأحداث المفزعة، يبحث عن ما يطمئن قلبه ويُعيد إليه السكينة. وهنا تأتي توجيهات السنة النبوية لتضع للمسلم منهجًا عمليًّا يُعينه على مواجهة هذه المواقف؛ بالذكر والدعاء واللجوء إلى الصلاة، ليبقى متصلًا بالله عز وجل، مستحضرًا أن الأمن والطمأنينة لا ينالها المرء إلا بذكر ربه والاعتماد عليه
ما هي الآداب والسنن المستحبة للإنسان عند حصول ما يُفْزِعُهُ أو يخاف منه؟
ثبت في السُّنَّة النبوية أن من أصابه خوف أو فزع يستحب أن يقول: “هو الله، الله ربي لا شريك له”؛ فقد ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه النسائي في “السنن الكبرى”، وأخرجه أبو داود وابن ماجه والطبراني عن ثوبان وأسماء بنت عميس رضي الله عنهما.
ويُفهم من هذا الحديث أن المسلم يُسن له أن يلجأ إلى الدعاء بهذا الذكر إذا ألمَّ به ما يُرَوِّعه من أحداث أو كوارث أو غيرها. كما نص العلماء على استحباب الصلاة عند وقوع مثل هذه الأمور. قال الكاساني الحنفي في بدائع الصنائع: تُستحب الصلاة في كل فزعٍ كالزلزال والريح الشديدة والظلام والخسف. وروي أن ابن عباس رضي الله عنهما صلى بالبصرة حين وقعت زلزلة. وقال الخطيب الشربيني الشافعي في مغني المحتاج: يُستحب الدعاء والتضرع عند وقوع الزلازل أو الصواعق أو الرياح العاتية، ويُسن أن يصلي المرء ركعتين في بيته لئلا يكون غافلًا عن الله.
وبناءً على ذلك: فمن الأفضل عند نزول ما يُفزع الإنسان أن يقول الدعاء الوارد: “هو الله، الله ربي لا شريك له”، وأن يُبادر إلى ركعتين، تذكيرًا لنفسه باللجوء إلى الله تعالى الذي يكشف الكرب ويُزيل البلاء
فضل الدعاء في الإسلام:
1. عبادة عظيمة: الدعاء من أعظم العبادات، فقد قال النبي ﷺ: “الدعاء هو العبادة”.
2. سبب في رفع البلاء: الدعاء قد يرفع البلاء قبل أن ينزل، أو يخففه بعد نزوله.
3. يقرّب العبد من ربه: فيه تذلل وخضوع لله، مما يزيد من قوة العلاقة الروحية بين العبد وربه.
4. سبب لمغفرة الذنوب: الدعاء الصادق المتضرع قد يكون سببًا لمغفرة الذنوب والعتق من النار.
5. مفتاح للرزق والخير: الدعاء يجلب الرزق، ويفتح أبواب الخير والبركة في الحياة.
6. يحقق الأمن النفسي: الدعاء يُشعر الإنسان بالطمأنينة والسكينة ويقلل من القلق والخوف.
7. لا يُرد سدى: فإما أن يُستجاب كما هو، أو يُدخر لصاحبه في الآخرة، أو يُصرف به شر.
8. سلاح المؤمن في كل وقت: سواء في الرخاء أو الشدة، يظل الدعاء وسيلة الاتصال بالله في كل الظروف.
9. من أسباب النصر والتوفيق: دعت به الأنبياء، وكان سببًا في نصرتهم وتوفيقهم في حياتهم.
10. علامة على التوكل والإيمان: الدعاء يعكس ثقة العبد بقدرة الله، وتسليمه الكامل لمشيئته