ما حكم الزواج من امرأة حامل من زواج سابق ولم تخبر الثاني ونسبت الحمل إليه؟

في قضية تثير حساسية اجتماعية ودينية كبرى، يطرح سؤال بالغ الأهمية: ما حكم الزواج من امرأة حامل من زواج سابق لم تُصارح زوجها الثاني بالحمل، ونسبت الجنين إليه؟
ما حكم الزواج من امرأة حامل من زواج سابق ولم تخبر الثاني ونسبت الحمل إليه؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية لا يَجوز للمسلم أن يُردِّد كل ما يسمعه من دون دليل أو تحقق؛ فقد عدَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك من أبواب الكذب، فقال: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» رواه مسلم في مقدمة “صحيحه”. ومن ثَمَّ، فالأحاديث التي تمس الأعراض لا يجوز الالتفات إليها أو نشرها بلا بيّنة، بل الواجب التثبت والصمت عنها.
وعلى المرأة التي بلغها مثل هذا الكلام أن تكفَّ عن ترديده أو نقله لأحد، عملًا بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19].
فإن كانت جارتها صادقةً فيما تدّعيه، فلتُخبر زوجها ليصحح عقد زواجهما؛ لأن عقد الزواج على الحامل المعتدة من غير العاقد عليها باطل بإجماع الفقهاء. أما إذا لم تُخبر زوجها واستمرت في العقد الباطل، فلا تُقبل دعواها ولا يُوثق بكلامها لفساد حالها. وإن كانت كاذبة، فإن نشر هذا القول يُعد قذفًا وظلمًا لها بما لم ترتكبه.
وعليه: لا يجوز للمرأة أن تُفشي هذا الكلام المزعوم، بل عليها أن تعتبر كأنها لم تسمع شيئًا
علاقة تأخر الزواج بالسحر والحسد
قالت الدكتورة ميرفت عزت في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، إن الكثير من الفتيات يُقبلن على حضور الدروس الدعوية وهنّ يحملن في صدورهن هواجس ومخاوف، ويعبّرن عنها بعبارات من قبيل: "أنا معمول لي عمل يمنع الزواج"، في إشارة إلى السحر أو الحسد.
رسالة الواعظات الدعوية بدروس السيدات
وأوضحت واعظة الأوقاف الكتورة ميرفت عزت ؛ أن ردودهن الدعوية تتسم بالهدوء والتعقل، حيث يُقدمن للفتيات توجيهات شرعية ونفسية ترتكز على الإيمان بقضاء الله وقدره، قائلة:"نحاول دائمًا أن نُذكرهن بقول الله تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، فكل ما يمر به الإنسان من رزق وسعادة ونصيب قد كُتب له قبل أن يُولد".
وفي سياق الحديث عن القدر، استشهدت عزت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث قال:
"إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يُرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويُؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد".
وأضافت أن الاعتقاد في تأثير السحر والحسد على النصيب أو تأخير الزواج أمرٌ لا يستقيم مع العقيدة الإسلامية الصحيحة، مؤكدة أن الضر لا يقع إلا بإذن الله، مستشهدة بقوله تعالى:"وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله".
السحر لا يغير من قدر الله
وشددت الدكتورة ميرفت عزت واعظة الأوقاف على أن السحر أو الحسد لا يغيّران من قدر الله شيئًا، مشيرة إلى أن ما قد يراه الإنسان تأخيرًا قد يكون في حقيقته رحمة أو سترًا أو تمهيدًا لخيرٍ عظيم قادم من عند الله.
وحذّرت واعظة الأوقاف من العبارات السلبية التي يرددها البعض، خاصةً جملة: "اشمعنى أنا؟"، موضحة أن هذا الأسلوب يعكس سوء ظن بالله واعتراضًا على حكمه، داعية إلى ضرورة التحلي بالرضا والثقة في رحمة الله وعدله.
واختتمت الدكتورة ميرفت عزت تصريحها مستشهدة بحديث قدسي عظيم المعنى، :"يا ابن آدم: خلقتك للعبادة فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب، فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك، وكنت عندي محمودًا، وإن لم ترض بما قسمته لك، فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا، تركض فيها ركض الوحوش في البرية، ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك، وكنت عندي مذمومًا".