ما حكم القيام بتفسير الأحلام والرؤى والمنامات؟ الإفتاء تجيب

الرؤى والأحلام جزء من حياة كل إنسان، وكثيرًا ما يستيقظ الواحد من نومه وهو يتساءل: ما معنى ما رأيت؟ أهو بشارة بخير؟ أم تحذير من شر؟ ومع كثرة من يتحدثون اليوم عن تفسير الأحلام، صار من المهم أن نسأل: هل يحق لأي شخص أن يفسر الرؤى؟ أم أن لذلك ضوابط شرعية وأهل اختصاص لا يجوز أن يتعداهم أحد
ما حكم القيام بتفسير الأحلام والرؤى والمنامات؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الأصل أن تفسير الرؤى ملكة خاصة، تشبه ملكة الفقه عند الفقيه؛ فلا يجوز أن يخوض فيه إلا من له دراية وإتقان، إذ جعل الله تعالى الرؤيا وسيلة ينتفع بها الناس عن طريق من يعرف تأويلها، كما يُنتفع بفهم النصوص الشرعية. قال تعالى: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء: 83]، وقال سبحانه: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأنبياء: 7]. فمن لم يكن من أهل العلم في هذا الباب لا يجوز له أن يتكلم فيه، بل يقتصر على المختصين به.
وقد جاء عن الإمام مالك رحمه الله أنه لما سئل: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ قال: «أبالنبوة يُلعب؟» ثم أكد أن تعبير الرؤيا لا يقوم به إلا من يحسنه؛ فإن رأى خيرًا ذكره، وإن رأى مكروهًا قال خيرًا أو سكت، لأنه جزء من النبوة ولا يجوز العبث به (التمهيد 1/288). ووافقه أبو الوليد الباجي فقال: “لا يعبر الرؤيا إلا من كان عالمًا بها، ومن لم يُحسن فليدع الأمر” (المنتقى 7/278).
وقد ثبت أن النبي ﷺ أذن لأبي بكر رضي الله عنه أن يعبر رؤيا، فأخبره بعد انتهائه: «أَصَبْتَ بَعْضًا، وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا» (رواه مسلم). وفي ذلك دليل على أن تعبير الرؤى ليس وحيًا خالصًا، وإنما هو اجتهاد قد يصيب وقد يخطئ.
وبناءً على ذلك: فإن تفسير الأحلام مشروع في الشريعة الإسلامية ، لكنه مقصور على من يحسنه، ويستند في ذلك إلى ما ورد في القرآن والسنة النبوية ، ولا يجوز لغير أهله أن يخوض فيه