رسالة طارق عبدالعظيم للمسؤولين: استمعوا إلينا قبل اتخاذ قرارات الإغراق
عبر طارق عبدالعظيم، رئيس مجلس إدارة مجموعة المدينة للصلب، عن قلقه العميق إزاء تأثير قرارات الحكومة المتعلقة بـ إغراق الحديد على الأسواق المصرية، مؤكدًا على أهمية أخذ رأي المصانع الصغيرة والمتوسطة قبل إصدار أي قرارات قد تغير توازن السوق.
وأكد طارق عبدالعظيم أن المصانع الصغيرة تمثل جزءًا أساسيًا من صناعة الحديد في مصر، وأن تجاهل صوتها قد يؤدي إلى إضرار مباشر بالإنتاج المحلي ورفع تكاليف الإنتاج بشكل غير مبرر، ما سينعكس على المستهلك النهائي في صورة ارتفاع أسعار الحديد ومواد البناء.
رسالة واضحة للمسؤولين: الاستماع قبل القرار
أوضح رئيس مجموعة المدينة للصلب، في حوار خاص ببرنامج "حضرة المواطن" على قناة "الحدث اليوم"، أن المصانع الكبيرة غالبًا ما تحصل على امتيازات ودعم حكومي يسهل عليها الاستفادة من أي تغييرات في الأسواق، بينما تعاني المصانع الصغيرة من الضغوط المالية والتنافسية، ما يجعلها أكثر عرضة للضرر عند اتخاذ قرارات غير مدروسة.
وقال طارق عبدالعظيم: "نطالب المسؤولين بأن يسمعوا صوتنا قبل إصدار أي قرارات تخص إغراق الحديد، لأننا نواجه تحديات حقيقية في الإنتاج والتسعير، وأي خطوة غير محسوبة ستضر بمصالحنا ومصلحة الصناعة الوطنية ككل."
وأشار إلى أن قرار الإغراق الأخير على واردات الحديد لم يأخذ في الحسبان قدرة المصانع الصغيرة على التكيف مع زيادة الأسعار، مؤكدًا أن هذا قد يؤدي إلى احتكار السوق لصالح عدد محدود من الشركات الكبرى.
أثر قرارات الإغراق على الصناعة المحلية
بحسب طارق عبدالعظيم، فإن فرض رسوم أو إغراق الحديد ليس دائمًا في صالح الصناعة الوطنية، بل أحيانًا يساهم في رفع أسعار الإنتاج ويزيد من العبء المالي على المصانع الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف أن المصانع الصغيرة تعمل ضمن هوامش ربح محدودة، وأي زيادة مفاجئة في أسعار المواد الخام أو الضرائب أو الرسوم الوقائية قد تؤدي إلى توقف بعض المصانع عن الإنتاج أو خفض الطاقة الإنتاجية، ما سينعكس سلبًا على سوق البناء والعقارات والمستهلك النهائي.
دعوة لتوازن القرارات الحكومية
دعا عبدالعظيم الحكومة إلى تطوير آلية متوازنة لاتخاذ القرارات الاقتصادية في قطاع الحديد، تأخذ في الاعتبار جميع الأطراف، خاصة المصانع الصغيرة، بدلًا من التركيز فقط على مصالح الشركات الكبرى.
وأشار إلى أن القطاع الصناعي بحاجة إلى دعم حقيقي يشمل جميع المصنعين، وليس مجرد حماية لمصالح فئة معينة، مؤكداً أن التوازن في القرارات سيعزز الصناعة الوطنية ويزيد من فرص الاستثمار ويقلل من التضخم في أسعار الحديد.
أهمية مشاركة جميع الأطراف في صناعة القرار
ختم طارق عبدالعظيم حديثه بالتأكيد على أن النجاح الحقيقي لأي قرار اقتصادي مرتبط بمشاركة جميع الأطراف المعنية في اتخاذ القرار، وقال:
"إذا أردنا صناعة حديد قوية ومستقرة، يجب أن يكون هناك حوار مستمر بين الحكومة والمصانع الكبيرة والصغيرة على حد سواء، لضمان عدم وقوع أي طرف ضحية لقرارات غير مدروسة."
وشدد رئيس مجلس إدارة مجموعة المدينة للصلب، على أن الاستماع للصناعة المحلية قبل اتخاذ أي قرارات اقتصادية مهمة هو السبيل الأمثل لتجنب الفوضى وارتفاع الأسعار وحماية مصالح المواطنين والمستثمرين على حد سواء.
