عاجل

قبل لحظات من مقتله.. حزب الله ينشر الصورة الأخيرة لـ«حسن نصر الله»

حسن نصر الله
حسن نصر الله

في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال أمينه العام السابق، نشرت وسائل إعلام تابعة لحزب الله آخر صورة التقطت لحسن نصر الله، داخل غرفة العمليات، قبل لحظات من مقتله.

تعد الصورة توثيقًا نادرًا للحظات الأخيرة في حياة الرجل الذي شكل أحد أبرز وجوه محور المقاومة على مدار أكثر من ثلاثة عقود.

عملية الاغتيال.. ضربة إسرائيلية غير مسبوقة

في 27 سبتمبر 2024، هزت سلسلة انفجارات عنيفة الضاحية الجنوبية في بيروت، نتيجة غارة جوية إسرائيلية استخدمت فيها قنابل خارقة للتحصينات قدر وزنها بعشرات الأطنان.

وأسفرت الضربة عن مقتل حسن نصر الله، إلى جانب عشرات الأشخاص، من بينهم هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي في الحزب، وعدد من كبار القادة الميدانيين والمستشارين العسكريين.

وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقتل نصر الله، واعتبر العملية نجاحًا استراتيجيًا، مشيدًا بالقضاء على قيادات بارزة في الحزب.

من غزة إلى بيروت.. انتقال الحرب وتفاقم الأزمة

جاء اغتيال نصر الله بعد أسابيع من انتقال المعركة الإسرائيلية من غزة إلى بيروت، حيث شهدت الضاحية الجنوبية تصعيدًا عنيفًا وارتفاعًا مستمرًا في أعداد الضحايا من المدنيين والمقاتلين، إلى جانب موجات نزوح كبيرة أثقلت كاهل لبنان المنهك اقتصاديًا.

في منتصف سبتمبر، فجرت إسرائيل أجهزة اتصالات مفخخة تابعة لآلاف من عناصر حزب الله، في ما اعتبره الحزب أكبر خرق أمني في تاريخه، ومع تصاعد القلق من توسع رقعة الحرب، بدت الأوضاع على شفا انفجار شامل.

اتفاق وقف إطلاق النار.. نصر رمزي أم تراجع تكتيكي؟

في الشهور التالية، أبرم اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وهو اتفاق وصفه الحزب بـ"الانتصار" ودليل على صمود المقاومة، رغم الخسائر البشرية والميدانية الفادحة.

وفي يناير 2025، تم تشكيل حكومة جديدة برئاسة نواف سلام، وكان ملف حزب الله من أبرز القضايا التي فرضت نفسها على أجندة الحكومة، بل تضاهي في أهميتها الأزمة الاقتصادية المستفحلة في البلاد.

ومنذ مطلع العام، اشتد الجدل في الأوساط السياسية اللبنانية حول مستقبل سلاح حزب الله، ومع تزايد الضغوط الأمريكية، بقيادة المبعوث توم باراك، الذي دعا إلى جدول زمني واضح لتفكيك سلاح الحزب ودمج عناصره ضمن الجيش اللبناني، جاءت تصريحات الأمين العام الجديد للحزب، نعيم قاسم، قاطعة: "السلاح خط أحمر ولن نتخلى عنه".

ما بعد نصر الله.. حزب الله في مفترق طرق

مع حلول الذكرى الأولى لاغتيال حسن نصر الله، لا يزال السؤال الأكبر في لبنان هو: ما مستقبل حزب الله في مرحلة ما بعد نصر الله؟، وهل سيبقى الحزب على مساره العسكري ذاته، أم أن التغيرات الإقليمية والدولية ستدفعه إلى مراجعة استراتيجيته؟.

ويبقى المشهد اللبناني معلقًا بين ماضٍ دموي لا يُنسى، ومستقبل غامض تُعاد فيه كتابة المعادلات السياسية والعسكرية.

تم نسخ الرابط