أشرف مروان.. "الملاك" الذي غُرس في أعماق الموساد وتلاعب برئيسه

حالة من التخبط يعيشها الموساد الإسرائيلي بعد فشلهم في تزيف صورة زوج نجلة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر “ أشرف مروان”.
حيث كشفت وسائل إعلام عبرية، خلال الساعات الماضية، أن أشرف مروان زُرع في الأوساط الإسرائيلية بواسطة المصريين، وتلاعب برئيس الاستخبارات كـ “الأبله”، ولم يكن أبدًا عمليًا مزدوجًا كما يزعم الموساد.
وقال اللواء سمير فرج الخبير العسكري والاستراتيجي، إن التقارير الإسرائيلية الأخيرة بخصوص أشرف مروان تكشف كذب الموساد الإسرائيلي، في أهم قضية تجسس فى القرن العشرين.
وأكد فرج في تصريحات خاصة لموقع نيوز رووم، إن الموساد الإسرائيلي، الذي أطلق على مروان اسم “الملاك”، لا يزال لا يتخيل أن أشرف مروان خدعهم، وإنه كان رأس حربة خطة خداع مصرية محكمة.

لماذا نُشرت التقارير الإسرائيلية في هذا الوقت؟
أوضح فرج أن الموساد قبل كل ذكرى لحرب أكتوبر يحاول زعم انتصارات وهمية، لكي يُنسى بها الشارع الإسرائيلي حرب أكتوبر الأليمة بالنسبة لهم، التي أوجعتهم، وكشفت ضعف جهازهم الاستخباراتي: “يستخفون بعقل شعبهم، ويعطونهم معلومات كاذبة عن أشرف مروان، لأنهم لا يتخيلون ما فعله بهم حتى الآن".
قال فرج أن مروان أمد الموساد بمعلومات مغلوطة عن حرب أكتوبر، بعد التنسيق مع القيادة المصرية، حيث أوصل لرئيس الموساد وقتها تسفي زامير عشية الحرب، ما كانت مصر ترديهم أن يعرفوه، مثل موعد حرب أكتوبر وتوقيت الضربة المصرية، وكلها كانت تقارير خاطئة لخداع إسرائيل، التي ابتلعت الطُعم المصري.
أوضح فرج أن توقيت نشر هذه التقارير يأتي قبل أيام من ذكرى حرب أكتوبر، وأن إصرار الموساد على أن أشرف مروان لم يكن جاسوسًا مصريًا يرجع إلى نسبه، حيث كان زوج منى جمال عبد الناصر ابنة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر.
وأشار فرج إلى الجنازة العسكرية التي أقامها الرئيس الأسبق حسني مبارك لمروان، باعتباره أحد أبناء مصر الذي قام بعمل بطولي، ويكون ذلك تكريما له، وهو ما يؤكد أن مروان كان جاسوسًا مصريًا.

إعلام عبري يكشف تضليل الموساد
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تحقيقا موسعا في ملحقها الأسبوعي، كشفت فيه أن مروان، لم يكن "الجاسوس الأسطوري" الذي اعتبرته إسرائيل طويلا، بل كان جاسوسًا مصريًا، استخدمته مصر لتضليل إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن "مواد استخباراتية لم تكن معلنة من قبل" كشفت أن مروان كان اللاعب الرئيسي في الخطة المصرية التي استهدفت تضليل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قبل وأثناء حرب أكتوبر.
كان مروان يُشار إليه باسم "الملاك" في إسرائيل، ولا يزال يُنظر إليه باعتباره أحد أهم مصادرها البشرية، حيث بدأ في نقل كميات كبيرة من الوثائق والمعلومات السرية عن مصر منذ عام 1970.
ورغم أن إسرائيل رفضت مرارا فرضيات سابقة مفادها أنه كان عميلا مزدوجا، فإن البيانات الجديدة التي كشف عنها التحقيق أحيت هذه الفرضية بقوة.
يذكرأن مروان شارك في اجتماعات رفيعة المستوى أواخر أغسطس 1973 بين الرئيس المصري أنور السادات والرئيس السوري حافظ الأسد، حيث تم الاتفاق على خطة عسكرية وتحديد موعد الهجوم في 6 أكتوبر، إلا أنه بدلًا من نقل هذه المعلومات المهمة إلى مسؤوليه في الموساد، قدّم مروان سلسلة من التنبيهات المضللة حول تواريخ مختلفة، مصحوبة بتقييمات مفادها أن "الحرب غير مرجحة".

كان مغروسًا في أعماق الاستخبارات الإسرائيلية
وأضافت الصحيفة العبرية أن هذه التفاصيل، إلى جانب بيانات غير مسبوقة، دفعت الجنرال شلومو جازيت، رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق، إلى التصريح في شهادة لم تُنشر إلا بعد وفاته: "كان مروان مُغروسًا في أعماق الاستخبارات الإسرائيلية، يغوي رئيس الموساد زامير ببراعة، ويتلاعب به كما يشاء، كان هو المحرك الرئيسي في خطة الخداع المصرية"، كما كشفت أن الصحيفة أن رئيس الموساد "كان مستدرجًا كالأبله من قبل أشرف مروان".
في المقابل، رفض الموساد نتائج التحقيق، ووصفها بأنها "ادعاءات لا أساس لها من الصحة وتشويه للواقع التاريخي".