فرنسا تسقط قضيتها ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية

أعلنت محكمة العدل الدولية، أن فرنسا أسقطت القضية التي رفعتها ضد إيران، والتي اتهمت فيها طهران بانتهاك حق الحماية القنصلية لاثنين من مواطنيها المحتجزين منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وكانت باريس قد اتهمت السلطات الإيرانية بممارسة الاحتجاز التعسفي بحق سيسيل كولر وشريكها جاك باريس، ووضعهما في ظروف وصفتها بأنها "أقرب إلى التعذيب" داخل سجن إيفين في طهران، إضافة إلى حرمانهما من الحقوق القنصلية، وهي اتهامات نفتها إيران مرارا.
غموض حول أسباب القرار
لم تكشف المحكمة عن سبب إسقاط فرنسا للقضية، كما لم يصدر تعليق رسمي بعد من وزارة الخارجية الفرنسية، ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تكون جزءً من ضغوط دبلوماسية متبادلة بين باريس وطهران بشأن ملف المعتقلين الفرنسيين في السجون الإيرانية.
وتتهم إيران كولر وباريس بالتجسس لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، وهو ما تعتبره فرنسا ذريعة سياسية لتبرير استمرار احتجازهما.
لقاء ماكرون وبزشكيان
جاء هذا التطور بعد لقاء جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره الإيراني مسعود بزشكيان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يوم الأربعاء.
وعقب الاجتماع، كتب ماكرون في منشور على منصة "إكس": "أؤكد مجددا على مطلبنا الواضح: الإفراج الفوري عن سيسيل كولر وجاك باريس ولينرت جوتنبرج، المواطنين المحتجزين تعسفياً في إيران في ظروف لا إنسانية، فرنسا لن تتخلى عن أي من أبنائها".
موقف إيران
من جانبه، قال الرئيس الإيراني بزشكيان عبر منصة "إكس" إنه ناقش مع ماكرون سبل حل هذه القضية، في إشارة إلى إمكانية فتح مسار تفاوضي لتسوية ملف المعتقلين.
ينظر إلى إسقاط القضية أمام محكمة العدل الدولية كخطوة ذات أبعاد سياسية أكثر منها قانونية، تعكس محاولات باريس لموازنة الضغط على طهران بين القنوات القضائية والدبلوماسية، في وقت يتصاعد فيه الجدل حول ملف المعتقلين الأجانب في إيران.