عاجل

هل يوجد محاولات جادة لوقف إطلاق النار في غزة؟.. كاتب صحفي يُجيب

غزة
غزة

تحدث الكاتب الصحفي جمال الكشكي، رئيس تحرير الأهرام العربي، عن ما شهدته الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرًا من موجات اعتراف واسعة بالدولة الفلسطينية، باعتباره تحولًا تاريخيًا غير مسبوق، مشيرًا إلى أن هذه الاعترافات "لن تمر مرور الكرام"، بل ستكون لها تبعات سياسية وأمنية مباشرة على الواقع في المنطقة.

نقلة نوعية في المشهد الدولي

وأوضح الكشكي خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز أن هذه التطورات تختلف جذريًا عما سبق، معتبرًا أنها "فكّت عزلة تاريخية استمرت لما يقرب من 80 عامًا"، ومثّلت خطوة فارقة في مسار الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، مضيفا أن هذا الزخم الدولي أربك حسابات إسرائيل، وأحدث كذلك ارتباكًا داخل الإدارة الأمريكية، رغم كونها الحليف الاستراتيجي لتل أبيب.

وأشار الكشكي إلى أن الوضع الراهن يعيد إلى الأذهان مقولة الرئيس الراحل ياسر عرفات: "فلسطين أصبحت على مرمى حجر"، مؤكدًا أن الزخم الدولي الحالي يمهد الأرض فعليًا لمرحلة جديدة تتطلب العمل بجدية لترسيخ الاعترافات وترجمتها إلى خطوات عملية، تبدأ بوقف إطلاق النار، مرورًا بإعادة الإعمار، وصولًا إلى إقامة الدولة الفلسطينية.

بين واقع الاعتراف وتصريحات نتنياهو

ونوّه الكشكي إلى التناقض الواضح بين المسارات الدولية التي تدفع باتجاه حل الدولتين، وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكد رفضه الكامل للاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرًا أنها تهديد لأمن إسرائيل، ومجددًا تمسكه بموقفه المعارض لتلك الاعترافات.

التحول من الرمزية إلى الواقعية

وفي معرض حديثه عن جدوى الاعترافات الأوروبية والدولية، قال الكشكي إن الأمر لم يعد مجرد رسائل رمزية، بل تحول فعليًا إلى موقف دولي واقعي، خاصة عندما تأتي هذه الاعترافات من دول كبرى مثل بريطانيا – صاحبة وعد بلفور – أو من دول محورية مثل فرنسا، أستراليا، وكندا.

وأكد أن هذا الزخم يؤكد عجز النظام العالمي القديم عن إدارة الأزمات، ويعكس اقتناعًا دوليًا متزايدًا بعدم وجود بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية. وتابع: "هذه التحركات تعزز من فرص التقدم نحو حل سياسي عادل، وقد تقود إلى حلول مثل إرسال بعثة دولية تشمل دولاً عربية، أو تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تمهّد لإدارة الدولة بشكل موحد.

ترتيب البيت الفلسطيني شرط أساسي

وشدد الكشكي على أهمية توحيد الصف الفلسطيني في هذه المرحلة المفصلية، مشيرًا إلى أن العالم لم يعد يتقبل ذريعة "تشتت القيادة الفلسطينية" التي تستخدمها إسرائيل لتعطيل أي مفاوضات.

وأردف: “لا بد من اتفاق وطني شامل حول شكل الحكم والإدارة، وهو ما سيقود إلى خطوات عملية نحو إقامة الدولة وتثبيت الاعترافات على الأرض”.

تم نسخ الرابط