عاجل

حكم قول: "الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه".. اعرف معناها وفضلها

فضل الحمد ومعناه
فضل الحمد ومعناه في الإسلام

قالت دار الإفتاء أن صيغة "الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه" جائزة شرعًا، معتبرة أنها من صيغ المبالغة في حمد الله تعالى، وأن جوازها لا يتأثر بعدم ورودها نصًا في القرآن الكريم أو السنة النبوية، موضحة أن الذكر والحمد لهما باب واسع، ولا يقتصران على ألفاظ محددة، بل يُقصد بها تعظيم الله وتمجيده.

فضل الحمد ومعناه في الإسلام

وقالت دار الإفتاء إن الحمد لله تعبير عن تعظيم المنعم والثناء عليه، وهو أعم من الشكر وأشمل من حيث متعلقه، فالحمد قد يشمل النعم الخاصة والعامة، وقد أمر الله عباده بحمده في جميع الأوقات. وأوضحت أن القرآن الكريم جاء فيه الأمر بالذكر العام والحمد الخاص، حيث قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]، وأمر بالحمد في قوله تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ [الإسراء: 111].

ما ورد في السنة النبوية من صيغ المبالغة في حمد الله

وأشارت الإفتاء إلى أن السنة النبوية مليئة بصيغ المبالغة في الحمد، فقد ورد عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند رفع المائدة: «الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا» [رواه البخاري]. 

كما علم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة صيغًا تزيد من كثرة الحمد لله وعدد الخلق والثواب، مما يدل على جواز استخدام ألفاظ جديدة طالما قصد بها تعظيم الله وتمجيده.

حكم قول: الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه

وأكدت دار الإفتاء أن هذه الصيغة جائزة شرعًا، وأن العلماء تلقوها بالقبول واعتبروها ضمن باب الذكر المشروع. وأوضح الإمام النووي والإمام ابن حجر الهيتمي وغيرهما من العلماء أن هذه الصيغ تعبر عن المبالغة في الحمد لله وليست حصرًا لما ورد نصًا، بل هي ضمن نطاق الذكر المشروع. وأكدت الإفتاء أن القائل لا يدعي أن حمده قد بلغ تمام ما يستحقه الله، بل يقرّ بأن الله تعالى مستحق للحمد الكامل، وهو تعبير عن المدح لله تعالى.

وقالت دار الإفتاء إن الأحاديث عن الصحابة تظهر جواز إحداث ما لم يرد نصًا فيه، إذا كان مراد الشخص فيه تعظيم الله وتمجيده، فقد ثبت عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه أنه قال دعاءً لم يسبق بخصوصه بيان نبوي، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم ورأى الملائكة يتنافسون على كتابته [رواه البخاري].

وشددت بناءً على ذلك، فإن صيغة "الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه" جائزة شرعًا، ويجوز للمسلم أن يرددها بقصد تعظيم الله وتمجيده، ولا يُعد ذلك إحداثًا في الدين. وهي من صيغ المبالغة في الحمد التي جاء بها عدد من الأحاديث النبوية، وتلقاها العلماء بالقبول، كما أنها تعكس روح الإكثار من ذكر الله في جميع الأوقات والظروف.

تم نسخ الرابط