الحلبي: سيناريو زرع متفجرات داخل طائرات أمريكية افتراء تاريخي وتهويل غير منطق

علّق اللواء الطيار هشام الحلبي، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، على التكهنات الإسرائيلية التي طرحت إمكانية تعطيل أو التحكم في منظومات التسليح المصرية عبر الولايات المتحدة، مؤكّدًا أن افتراض زرع متفجرات داخل طائرات تُفجّر عن بُعد «لم يحدث على مر التاريخ» و«يفتقر إلى المنطق» ويُسيء لسمعة السلاح الأمريكي أكثر مما يخدم أي هدف عملي.
افتراضات بعيدة عن الواقع
رأى الحلبي، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية هند الضاوي ببرنامج «حديث القاهرة» على شاشة «القاهرة والناس»، أن ما أُثير يعدّ نقطة تخيّلية ضارة أكثر منها طرحًا قائمًا على معطيات واقعية ، وأوضح أن مثل هذه السيناريوهات لا تتماشى مع سلوكيات وأنظمة تصنيع وتوريد الأسلحة الحديثة، وأن ربط تعطيل منظومات التسليح بمثل هذه الإجراءات لا يخدم مصلحة أي طرف كبير.
طرق ضغط أكثر واقعية من زرع القنابل
أشار الحلبي إلى أن إمكانية التأثير الأمريكي على منظومات الطائرات موجودة، لكن عبر مسارات أكثر واقعية ومنطقية، مثل الضغوط السياسية أو اللوجستية لوقف تزويد قطع الغيار أو منع عودة الطائرات إلى منشآت الصيانة المتخصصة داخل الولايات المتحدة ، ومع ذلك شدد على أن مصر تمتلك قدرات فعلية لتجاوز هذه السيناريوهات عبر الصيانة المحلية أو الاعتماد على قنوات بديلة لتوفير قطع الغيار، مستشهدًا بتجارب سابقة أظهرت قدرة الهيئة الجوية على التعامل مع اضطرابات مماثلة.
التشويش الإلكتروني وحرب المضادّات
لفت الحلبي الانتباه إلى أن التهديدات الأكثر قابلية للتحقق تتضمن التشويش الإلكتروني والتأثير على نظم تحديد المواقع (GPS)، حيث يمكن أن تؤثر هذه الوسائل على عمل الطائرات في ظروف محددة. لكنه أضاف بأن أي قوة جوية، وعلى رأسها الطيار المصري، لديها إجراءات تشغيلية وتدابير مضادة تقنية وتنظيمية للتصدي لحرب إلكترونية موجهة، بما في ذلك تكتيكات تشغيلية وخبرات فنية قادرة على تحييد الكثير من هذه المخاطر.
تعقيد المسائل يتطلب وعيًا استراتيجيًا
ختم اللواء الحلبي بأن تناول المسائل الحسية حول الأمن القومي يتطلب تفادي التهويل والاعتماد على تحليلات مبنية على وقائع ولوجستيات ملموسة، وأكد أن مصر قادرة عمليًا على مواجهة ضغوطات التوريد والصيانة، وأن التركيز يجب أن يكون على تعزيز القدرات الذاتية وتطوير التدابير المضادة إلكترونيًا وتشغيليًا بدلاً من الانشغال بسيناريوهات افتراضية لا تستند إلى منطق تاريخي أو تقني.