عاجل

مساكن الشهابية بدمياط آيلة للسقوط ومعاناة الأهالي تتحول إلى صرخة استغاثة

مساكن الشهابية بدمياط
مساكن الشهابية بدمياط آيلة للسقوط ومعاناة الأهالي تتحول إلى

في قلب مدينة دمياط، وتحديدًا في منطقة الشهابية، تتجلى مأساة إنسانية يعيشها مئات الأسر داخل مساكن قديمة تحولت مع مرور السنوات إلى مبانٍ متهالكة وآيلة للسقوط، فهذه المساكن التي كانت يومًا ملاذًا آمنًا للأهالي أصبحت اليوم مصدر قلق وخطر يهدد حياتهم في كل لحظة، حيث تتسع الشروخ في الجدران وتزداد التصدعات يومًا بعد يوم.

فالمباني من الخارج قد تبدو صامدة للوهلة الأولى، لكن داخلها تكشف الحقيقة المرة؛ جدران متآكلة وأسقف متصدعة وأرضيات لم تعد تتحمل الاستخدام، كما أن الرطوبة تتسلل لكل زاوية، وروائح العفن تنتشر داخل الشقق، والأمطار تزيد المعاناة مع تسرب المياه إلى داخل المنازل، ما يضاعف من خطورة التصدعات، ونجد أن بعض الأسر لجأت إلى استخدام قطع خشبية وحديدية لتدعيم الأسقف بشكل بدائي، في محاولة يائسة لحماية منازلها من الانهيار.

المعاناة لا تقف عند الجانب الإنشائي فقط، بل تمتد لتشمل الوضع النفسي والصحي للسكان، و الأطفال ينامون في غرف تتساقط منها قطع من الجدران ليلاً، والأمهات يعشن حالة دائمة من القلق على أسرهن، فكبار السن الذين لا يملكون خيارًا آخر يجدون أنفسهم محاصرين بين جدران متداعية، لا يستطيعون مغادرتها بسبب ضعف إمكاناتهم المادية، البعض حاول استئجار مساكن بديلة، لكن ارتفاع أسعار الإيجارات جعل الأمر شبه مستحيل بالنسبة لهم.

والأهالي يتذكرون أن المشكلة ليست وليدة اللحظة، بل تعود لسنوات طويلة، حيث صدرت تقارير سابقة تؤكد أن المساكن تحتاج إلى صيانة شاملة أو إعادة بناء، ورغم الوعود المتكررة بحل الأزمة، ظل الوضع على حاله دون تحرك جاد، مما أدى إلى تفاقم المشكلة ووصولها إلى مرحلة الخطر.

اليوم، يرفع سكان مساكن الشهابية أصواتهم في استغاثة مفتوحة، مطالبين بحلول عاجلة تضمن حقهم في سكن آمن يحميهم وأبناءهم من الكوارث، فالمنازل الحالية تحولت إلى قنابل موقوتة تهدد الأرواح في أية لحظة، والتأخير في التدخل قد يتسبب في مأساة يصعب تداركها. الأهالي لا يطلبون سوى أبسط حقوقهم وهى أن يعيشوا في بيوت تحميهم بدلًا من أن تكون مصدر رعب لهم.

وتظل قضية مساكن الشهابية بدمياط شاهدًا على معاناة ممتدة لسنوات، وصرخة إنسانية تبحث عن استجابة جادة من المسؤولين، فالأمر لم يعد مجرد شكاوى متكررة، بل بات خطرًا حقيقيًا يتطلب تدخلاً عاجلاً قبل أن يتحول المشهد إلى كارثة إنسانية.

تم نسخ الرابط