عاجل

الاعتراف بدولة فلسطين.. تحوّل تاريخي يتحدى الهيمنة والفيتو الأمريكي

ياسر عرفات
ياسر عرفات

تتجه أنظار العالم اليوم الاثنين إلى نيويورك وسط ترقب للعديد من التطورات السياسية في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة المزيد من الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية.  كما تزايدت الدعوات للتمسك بحل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام المستدام في ظل الحرب العنيفة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. كما أن هذا الزخم السياسي المتزايد يعكس تحوّلًا كبيرًا في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية.

الاعترافات الدولية الأخيرة.. تحول تاريخي 

في الآونة الأخيرة، حصلت فلسطين على اعترافات من دول كبرى مثل بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، في خطوة تاريخية تعكس تحوّلًا في المزاج السياسي الدولي. هذا التوجه يسهم في دفع القضية الفلسطينية إلى واجهة السياسة العالمية، ويثير تساؤلات حول تأثير هذه الاعترافات على مستقبل حل الدولتين.

متى بدأ المطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين؟

بدأت المطالبة بالاعتراف بفلسطين كدولة منذ النكبة عام 1948، حين قامت إسرائيل بتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم. ومع تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1964، بدأ الفلسطينيون في بناء تمثيل سياسي معترف به عالميًا.

بداية الاعتراف الدولي

في 15 نوفمبر 1988، أعلن ياسر عرفات في الجزائر عن قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس، في خطوة تاريخية خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني. هذا الإعلان قابله اعتراف رسمي من الجزائر، تبعته اعترافات من 40 دولة بما في ذلك الصين والهند وتركيا، ليصل العدد إلى 78 دولة في نفس العام.

على مر السنين، استمر الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، خصوصًا في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، ليصل العدد إلى أكثر من 150 دولة مع حلول عام 2025. كما حصلت فلسطين على صفة "دولة مراقبة غير عضو" في الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 2012، بعد تصويت 138 دولة لصالح القرار.

هل يؤثر تزايد الاعترافات على مكانة فلسطين في الأمم المتحدة؟

بالرغم من تزايد الاعترافات الدولية، فإن العضوية الكاملة في الأمم المتحدة تتطلب موافقة مجلس الأمن، حيث تمتلك الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ما يجعل التأثير على عملية الاعتراف محدودًا. كما أن معظم الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع فلسطين لا تفتح سفارات رسمية، بل مكاتب تمثيلية، نظرًا لعدم الاعتراف الكامل من إسرائيل. هذه المكاتب تقوم بدور دبلوماسي كامل مثل التنسيق السياسي والدعم التنموي. كما أن العديد من الدول مثل الصين وروسيا وألمانيا لديها مكاتب قنصلية في الأراضي الفلسطينية.

الموقف الأمريكي من الاعتراف 

رغم أن الولايات المتحدة اعترفت بالسلطة الفلسطينية منذ تأسيسها في التسعينيات، فإن موقفها الحالي برئاسة دونالد ترامب كان معارضًا تمامًا للاعتراف بدولة فلسطينية. الولايات المتحدة دعمت إسرائيل بشكل قاطع، وأعلنت معارضتها للاعتراف الدولي بفلسطين في عدة مناسبات، حتى بعد الهجمات على غزة في أكتوبر 2023.

أهداف الاعتراف بدولة فلسطين

إذ يسعى الاعتراف بفلسطين إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء الحروب المستمرة على غزة، ووقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية، والالتزام بعملية السلام. ويهدف أيضًا إلى ضمان حل الدولتين الذي يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون جنبًا إلى جنب، وهو خيار يبدو أنه يواجه تحديات كبيرة في ظل التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.

كما يحمل الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعدًا رمزيًا في الغالب، لكنه يفتح الأبواب أمام الدول المعترفة لعقد معاهدات مع السلطة الفلسطينية. كما أنه يضع ضغطًا على الدول لتبني سياسات اقتصادية ودبلوماسية قد تضر بمصالح إسرائيل، مثل مقاطعة البضائع القادمة من المستوطنات الإسرائيلية.

رد الفعل في الداخل الإسرائيلي 

وقد اعتبرت إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الاعترافات الدولية بدولة فلسطين تهديدًا وجوديًا، بل ووصفتها بأنها "مكافأة للإرهاب". الحكومة الإسرائيلية أعلنت عن خطط لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية كرد فعل مباشر على هذه الاعترافات، وهو ما يعكس تصعيدًا ميدانيًا في محاولة لفرض واقع جديد على الأرض.

تم نسخ الرابط