«وكأن تشارلز لا وجود له».. هل خالف ترامب «البرتوكول الملكي» بسيره أمام الملك

في زيارته الرسمية الثانية إلى المملكة المتحدة، واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة انتقادات حادة، بعد تصرفات وُصفت بأنها خرق للبروتوكول الملكي، من بينها مشيه أمام الملك تشارلز ومصافحة الأمير ويليام بطريقة غير معتادة.
لكن تقارير لاحقة بيّنت أن بعض هذه التصرفات كانت، في الواقع، ضمن حدود البروتوكول الرسمي. فهل تجاوز ترامب الخطوط الملكية؟ أم أن الجدل أُثير لأسباب سياسية وإعلامية؟
ترامب يمشي أمام الملك تشارلز.. لكن وفق البروتوكول
خلال مراسم الاستقبال الرسمية في قلعة وندسور، ظهر ترامب وهو يسير أمام الملك تشارلز الثالث أثناء استعراض حرس الشرف، ما أثار موجة من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكتبت ناريندر كور، نجمة برنامج "الأخ الأكبر"، عبر منصة X: "يا إلهي.. إنه يسير أمام الملك، وكأن تشارلز لا وجود له!"
لكن الحقيقة جاءت مغايرة للتصور العام، إذ صرّح مصدر ملكي لمجلة نيوزويك بأن من البروتوكول أن يتقدم رئيس الدولة الزائر أثناء الاستعراض العسكري، وهو ما فعله ترامب تمامًا. حتى الملك نفسه بدا وكأنه يُشير لترامب بالتقدم، مما يعكس تنسيقًا مسبقًا بين الجانبين.

مصافحة ترامب للأمير ويليام تُثير الجدل
لم يكد ترامب يهبط من مروحيته في حدائق قلعة وندسور حتى صافح الأمير ويليام بطريقة وُصفت بأنها "صفعة على الذراع"، في مخالفة محتملة لقواعد البروتوكول.
وفقًا لمصادر صحفية، فإن ويليام، المعروف بطابعه العصري، لم يُبدِ أي انزعاج، خاصةً وأنه سبق أن أبدى مرونة في أساليب التحية. من جهته، قال غرانت هارولد، كبير الخدم السابق لتشارلز، أوضح أن البروتوكول يُفضّل مصافحة رسمية قصيرة باليد دون لمس إضافي، لكن لا يوجد منع صريح لهذا التصرف.
جدل حول طريقة التحية.. هل يجب الانحناء للملك؟
وفق الموقع الرسمي للعائلة المالكة، لا توجد قواعد إلزامية لتحية الملك أو الملكة، لكن يُفضَّل:
- انحناءة خفيفة من الرأس للرجال
- انحناءة بسيطة للنساء
- أو الاكتفاء بمصافحة رسمية إذا عُرضت
- ترامب وزوجته ميلانيا اختارا المصافحة فقط، وهو أمر لا يُعد خرقًا رسميًا للبروتوكول، رغم أن البعض اعتبره تجاهلًا للتقاليد البريطانية.
غياب شخصيات بارزة عن استقبال ترامب في المطار وُصف بأنه "إهانة دبلوماسية" كما أن هناك انتقادات إعلامية بشأن "بديلة ميلانيا"، التي زُعم أنها ترافقه بدلًا من زوجته.
مقارنة بزيارة سابقة
تأتي هذه الانتقادات في سياق تاريخ سابق من الجدل، إذ تعرض ترامب لهجوم واسع خلال زيارته السابقة إلى بريطانيا، عندما مشى أمام الملكة إليزابيث الثانية بشكل أربك سيرها.
لكن المحلل الملكي راف هايدل-مانكو أكّد أن التصرفات هذه المرة كانت "مدروسة أكثر"، وأن ترامب حافظ على المسافة والبروتوكول المناسبين أثناء التفتيش. رغم العناوين العريضة التي هاجمت ترامب بسبب "تجاهل" الملك أو "خرق البروتوكول"، يتضح أن كثيرًا من هذه التصرفات كانت مبنية على قواعد دبلوماسية صحيحة، وإن بدت غير مألوفة للجمهور العام.