عاجل

إسبانيا تفتح ملف حقوق الإنسان في غزة: رسالة سياسية وإنسانية

الدكتور أشرف سنجر
الدكتور أشرف سنجر

قال الدكتور أشرف سنجر، أستاذ السياسات الدولية، إن خطوة إسبانيا في فتح تحقيق بجرائم حقوق الإنسان التي ارتكبها الاحتلال في غزة تمثل موقفًا يعكس رأيًا عامًا متكاملاً داخل الدولة الإسبانية، سواء على المستوى الشعبي أو السياسي أو الحكومي ، وأوضح أن إسبانيا، كونها دولة أوروبية وعضوًا في حلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي، تمتلك ثقلًا سياسيًا ودبلوماسيًا لا يستهان به، إلى جانب تأثيرها الثقافي الممتد إلى دول أمريكا اللاتينية الناطقة بالإسبانية. 

وأشار سنجر خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "اليوم" المذاع على قناة DMC، إلى أن تقييم إسبانيا لما يحدث من انتهاكات ضد الأبرياء الفلسطينيين وضعها أمام مسؤولية إنسانية وأخلاقية، وهو ما دفعها إلى اتخاذ موقف واضح وصريح ،وأكد أن هذا القرار يعبر عن وعي عميق لدى الشعب الإسباني تجاه القضايا العالمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي ظلت محورًا مهمًا للرأي العام الدولي.

 

ضغط سياسي وإنساني على الاحتلال

ولفت أستاذ السياسات الدولية إلى أن الخطوة الإسبانية تمثل شكلاً من أشكال الضغط المباشر على الاحتلال الإسرائيلي، إذ إن فتح ملفات حقوق الإنسان لا يتوقف عند الجانب القانوني فقط، بل يحمل في طياته رسائل سياسية وأخلاقية ذات تأثير كبير ،وأضاف أن هذا الضغط، بحكم علاقات إسبانيا القوية داخل الاتحاد الأوروبي ومع الولايات المتحدة، يمكن أن يصل صداه إلى واشنطن نفسها، ما يضع إسرائيل أمام معادلة جديدة أكثر صعوبة.

وأوضح سنجر أن استمرار هذه المواقف من الدول الأوروبية والغربية لا يُعتبر مجرد تعبير عن رفض لفظي، بل هو عامل مؤثر على المستوى الدولي، خاصة عندما يصدر من دول ذات وزن سياسي وثقافي واقتصادي معتبر مثل إسبانيا وفرنسا وإيرلندا.

 

المواقف الأوروبية والدولية وتأثيرها

كما أشار سنجر إلى أن إسبانيا لم تكن الدولة الوحيدة التي أبدت رفضها للمجازر التي تُرتكب في غزة، بل سبقتها أو تزامنت معها مواقف دول أخرى مثل فرنسا، إيرلندا، بريطانيا، كندا وأستراليا ، وأكد أن هذه المواقف مجتمعة تشكل ضغطًا متزايدًا على حكومة الاحتلال، وتؤكد أن المجتمع الدولي لم يعد يتغاضى عن الانتهاكات الجسيمة ضد الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن هذا التوجه الدولي، إذا استمر في التنامي، قد يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مواجهة مباشرة مع إرادة المجتمع الدولي، وهو ما قد يجبره على إعادة النظر في سياساته العدوانية تجاه الفلسطينيين.

 

القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام

وختم سنجر تصريحاته بالتأكيد على أن الخطوة الإسبانية تعد انعكاسًا لحيوية القضية الفلسطينية في الوعي العالمي، لافتًا إلى أن ما يحدث اليوم من تضامن شعبي ورسمي على مستوى العالم يعزز مكانة هذه القضية كأحد أهم ملفات السياسة الدولية ، وأوضح أن استمرار هذه التحركات من شأنه أن يحاصر الاحتلال سياسيًا وأخلاقيًا، ويفتح الطريق أمام تحرك دولي أكثر قوة لوقف المجازر بحق الأبرياء في غزة.

تم نسخ الرابط