كولومبيا تنتقد الانتشار العسكري المفرط للولايات المتحدة في الكاريبي

وجهت وزيرة الخارجية الكولومبية، روزا فيلافيشنسيو، انتقادات حادة إلى الولايات المتحدة بسبب الانتشار العسكري الواسع في منطقة البحر الكاريبي، معتبرة أنه يشكل مصدر قلق لدول أمريكا اللاتينية بأسرها، وليس فنزويلا وحدها.
وفي تصريحات لوكالة "فرانس برس"، أعربت الوزيرة عن استيائها من الحشد العسكري الأمريكي قرب السواحل الفنزويلية، واصفة إياه بأنه "غير متكافئ".
وأضافت: "الأمر لا يخص فنزويلا فقط، بل يتعلق بكامل المنطقة. هذا الوجود العسكري المفرط غير مبرر إطلاقاً، ويثير مخاوف من احتمال تدخل مباشر".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرّح بأن نشر السفن الحربية، إلى جانب غواصة وسرب من مقاتلات F-35، يهدف إلى مكافحة تهريب المخدرات في الكاريبي.
إلا أن الوزيرة الكولومبية رفضت هذا التبرير، مشيرة إلى أن العملية لا ترتبط فعلياً بمحاربة التهريب، وإنما قد تكون تمهيداً لضربة عسكرية ضد فنزويلا وربما محاولة للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو.
وأكدت فيلافيشنسيو أن "هذه الإجراءات لا تتوافق مع القانون الدولي"، مشددة على أنه "يجب اعتقال المهربين ومحاكمتهم، لا تصفيتهم ميدانياً"، مشيرة إلى أن الضربات الأخيرة التي نفذتها القوات الأمريكية وأسفرت عن مقتل 14 شخصاً، "قد تكون غير قانونية من حيث المبدأ والأسلوب".
وزير دفاع فنوزيلا: أمريكا تخضز حربًا خفية في الكاريبي
وفي السياق نفسه، كان وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو لوبيز، قد اتهم الولايات المتحدة بشن "حرب غير معلنة" في منطقة الكاريبي، متذرعة بمكافحة المخدرات.
وقال خلال مناورات عسكرية بثها التلفزيون الرسمي إن ما يجري في المنطقة "هو عمليات تصفية مباشرة لأشخاص يُشتبه بتورطهم في التهريب، دون أي فرصة قانونية للدفاع عن أنفسهم".
ويأتي التصعيد الخطابي من فنزويلا وكولومبيا في ظل إعلان واشنطن أنها استهدفت، منذ بداية الشهر، ثلاثة قوارب يُعتقد أنها كانت ضالعة في تهريب المخدرات من فنزويلا، ما أدى إلى مقتل 14 شخصاً على الأقل، وفقاً لما أعلنه ترامب.
وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد التوترات بين كاراكاس وواشنطن، في وقت تُحذر فيه دول في أمريكا اللاتينية من زعزعة استقرار الإقليم من خلال عمليات عسكرية قد تتجاوز حدود القانون الدولي.