العدو بدلا من الشريك.. خبير يوضح دلالات خطاب الرئيس السيسي في قمة الدوحة

قال الخبير الاقتصادي الدكتور رشاد حامد، مستشار منظمة اليونيسيف لتحليل البيانات، إن خطاب السيسي في الدوحة يعد تحولًا في اللغة والمستوى منذ قيام دولة إسرائيل 1948.
وأوضح حامد في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة إكس، أن إسرائيل ظلّت في العقيدة العسكرية المصرية هي العدو الاستراتيجي الأول، والكليات العسكرية والمراكز البحثية الاستراتيجية تتعامل مع إسرائيل كـ عدو، وكـ تهديد قائم يجب الاستعداد له.
هذه الرؤية جزء من عقيدة الجيش المصري التي تقوم على مبدأ، الأمن القومي يُصان باليقظة الدائمة ، وفي المقابل، في المحافل الدولية والدبلوماسية اللغة الرسمية المصرية اتسمت بـ البراجماتية ، استخدام مصطلحات مثل "الطرف الآخر" أو "الشريك في اتفاق السلام"، بدلًا من "العدو"، والسبب هو الحفاظ على دور الوسيط المقبول دوليًا وعربيًا، وللدفاع عن القضية الفلسطينية، ودعم صورة مصر كقوة إقليمية مسؤولة.
وأردف الخبير الاقتصادي رشاد حامد: في خطابه أمام القمة العربية الإسلامية، استخدم الرئيس لغة أوضح وأشد صراحة مما اعتاده في المحافل الدولية، فقد وصف إسرائيل ب "العدو" ، موجّهًا خطابه ليس فقط للحكومات، بل إلى الشعب الإسرائيلي نفسه، محذّرًا من أن سياسات حكومته تهدد اتفاقيات السلام القائمة وتُقوّض أي أفق لتسوية مستقبلية.
هذه النقلة الخطابية تحمل دلالة مزدوجة أولًا، تحميل القيادة الإسرائيلية مسؤولية مباشرة عن تدهور الوضع؛ وثانيًا، دعوة الإسرائيليين العاديين لإدراك أن سلامهم مع مصر لم يعد مضمونًا إذا استمر التصعيد، لم يكن هذا التحول مجرد رد فعل عابر على الغارة الإسرائيلية على الدوحة، بل جاء نتيجة تراكم عوامل خطيرة:
1- قصف عاصمة عربية وسيطة، وهو سابقة كسرت الأعراف، جعلت من الصعب الاكتفاء بلغة دبلوماسية رخوة.
2- الضغط المستمر لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ما جعل القضية تمسّ الأمن القومي المصري مباشرة.
3- خطابات نتنياهو عن "المهمة التاريخية والروحية" و"إسرائيل الكبرى"، التي تُقرأ في القاهرة كمؤشرات على مشروع توسعي يتجاهل خطوط مصر الحمراء.
4- اتهام إسرائيل لمصر بأنها هي التي "تحاصر الفلسطينيين"، ما استدعى ردًا يوضح أن مصر تتحمل عبئًا لحماية القضية ومنع التهجير، حتى لو أدى ذلك إلى تصعيد لغوي.
دلالات وصف إسرائيل بالعدو
أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور رشاد حامد، مستشار منظمة اليونيسيف لتحليل البيانات، أن هناك دلالات لوصف الرئيس لإسرائيل بالعدو وهي
وصف إسرائيل بالعدو يعني أن القاهرة لم تعد تفصل بين «شريك سلام» و«خصم في ملف غزة»؛ بل تعتبر أن سلوك تل أبيب يهدد كل بنية السلام.
- تحميل الشعب الإسرائيلي مسؤولية: بدلًا من الاكتفاء بمخاطبة الدولة، حمّل السيسي المواطنين أنفسهم مسؤولية مساءلة حكومتهم.
- إعادة تعريف المعادلة: لم يعد الحديث عن «خلافات» في الوساطة، بل عن تهديد وجودي لاتفاقية كامب ديفيد. رد الفعل الإسرائيلي - الرسمي: نتنياهو سارع إلى الحديث عن ضرورة استثمار إسرائيل في حملات تأثير إعلامية لمواجهة ما وصفه بالعزلة والانتقادات الدولية، ما يُظهر إدراكًا لخطورة الخطاب الجديد.
- الإعلام العبري: هآرتس ركزت على أن رسالة السيسي يجب أن تُسمع في إسرائيل، وحذرت من أن استمرار النهج الحالي يقوّض فرص السلام، وتايمز أوف إسرائيل وجيروزالم بوست نقلتا نصوصًا صريحة عن السيسي بأنه قال إن إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء وإن تصرفاتها تهدد الاتفاقات القائمة.
واختتم الدكتور رشاد حامد كلامه قائلا: الخلاصة خطاب السيسي شكّل تحولًا في اللغة والمستوى، من دبلوماسية حذرة إلى مواجهة لغوية مباشرة، أسبابه تتجاوز الغارة على قطر لتصل إلى جذر الصراع حول التهجير وسلام كامب ديفيد، أما في إسرائيل، فقد كان الرد مرتبكًا: محاولة دعائية لتقليل الأثر، مع إدراك ضمني أن الرسالة وصلت وأن تكلفة تجاهلها قد تكون باهظة.