نتنياهو: نعمل على تسريع عملية إجلاء سكان غزة لتحقيق الحسم العسكري

أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن المرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون" التي انطلقت صباح اليوم الثلاثاء في مدينة غزة، تهدف إلى تحقيق ما وصفه بـ"الحسم العسكري وإجلاء السكان".
وزعم نتنياهو، في أعقاب اجتماع للمجلس الوزاري الأمني والسياسي المصغر (الكابنيت)، إن جيش الإسرائيلي يعمل على فتح ممرات إضافية لتسريع عملية إجلاء سكان غزة، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو "فصل المدنيين عن الإرهابيين"، بحسب تعبيره.
وفي سياق متصل، أشار نتنياهو إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ عمليات على جبهات متعددة، في إشارة واضحة إلى التصعيد العسكري في اليمن، حيث شن الطيران الإسرائيلي غارات جوية على ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي.
اجتياح بري واسع في مدينة غزة
بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومًا بريًا على مدينة غزة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، في ظل سعي حكومة نتنياهو إلى إنهاء الحرب مع حركة حماس بالقوة العسكرية بدلاً من الحلول الدبلوماسية.
واستهدف الهجوم المناطق الأكثر اكتظاظًا بالسكان في القطاع، حيث يعتقد أن مئات الآلاف من المدنيين ما زالوا يلوذون بهذه المناطق بعد نحو عامين من حرب دمرت معظم البنية التحتية في القطاع الساحلي.
ووصف نتنياهو مدينة غزة بأنها "آخر معقل مهم لحماس"، معتبرًا أن القضاء على هذا المعقل سيشكّل ضربة قاصمة للحركة.
وأشار إلى أن قوات إسرائيلية من فرقتين عسكريتين تنفذ حاليًا عمليات تطويق لمركز مدينة غزة المكتظ بالسكان، في حين تنشط فرقة ثالثة في الجهة الشمالية من القطاع.
الأمم المتحدة: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية
بالتزامن مع التصعيد العسكري، نشرت لجنة تابعة للأمم المتحدة تقريرًا جديدًا توصل إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، واستند التقرير إلى تصريحات رسمية لقادة إسرائيليين وأنماط سلوكية ثابتة في تعامل الجيش الإسرائيلي مع المدنيين.
وقال خبراء قانونيون إن هذا التقرير قد يدعم الاتهامات الموجهة لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.
مصر تحذر من تبعات الهجوم البري على مدينة غزة
من جهتها، أدانت جمهورية مصر العربية بشدة العملية العسكرية الجديدة التي بدأتها إسرائيل في مدينة غزة، ووصفتها بـ"التصعيد الخطير" الذي يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويؤكد إصرار إسرائيل على اتباع نهج متهور ستكون له عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي.
وحذرت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية والهجرة، من النتائج الكارثية التي قد تترتب على هذه العمليات العسكرية، والتي تدفع المنطقة إلى شفير فوضى شاملة نتيجة السياسات الإسرائيلية العدوانية والمتعنتة، التي لا تخدم أي من الأطراف الإقليمية أو الدولية.
كما حمّلت القاهرة المجتمع الدولي، وخاصة القوى الكبرى، المسؤولية عن استمرار الانتهاكات وجرائم الحرب المرتكبة ضد الفلسطينيين، مؤكدة أن تقاعس المجتمع الدولي هو ما سمح بتدهور الأوضاع إلى هذا الحد.
وطالبت مصر بضرورة التحرك العاجل لإنهاء الحرب المستمرة على غزة، وإنقاذ حياة المدنيين، مشيرة إلى أن آلة الحرب الإسرائيلية أودت بحياة نحو 65 ألف فلسطيني، وأصابت مئات الآلاف، ودمرت البنية التحتية بشكل شبه كامل.
وأكدت القاهرة أن العملية الإسرائيلية فاقمت بشكل خطير الأوضاع الإنسانية في القطاع، خاصة في ظل الحصار الشديد والمجاعة والنزوح الجماعي الذي يعاني منه السكان المدنيون.
وشدد البيان المصري على أن ما يتعرض له سكان غزة من تهجير قسري، وتنكيل، وقمع ممنهج، يتطلب وقفًا فوريًا للعدوان الإسرائيلي، وتحركًا دوليًا جادًا نحو تسوية سياسية عادلة تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، وتعيد الأمن والاستقرار إلى المنطقة.