ما عدد ركعات النوافل بعد كل صلاة .. وهل هي مقيدة بوقت محدد؟

لا يقتصر فضل الصلاة على الفرائض الخمس فحسب، بل يمتد ليشمل النوافل التي تُعدّ زادًا للروح ووسيلة لزيادة القرب من الله تعالى، فما عدد ركعات النوافل بعد كل صلاة .. وهل هي مقيدة بوقت محدد؟ وفي هذا السياق أوضحت دار الإفتاء أن الصلاة التي يؤديها المسلم قبل الفروض الخمس أو بعدها تنقسم إلى قسمين: سنن مؤكدة وسنن غير مؤكدة.
فالسنن المؤكدة هي التي حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المواظبة عليها، وبيَّن فضلها العظيم، ومن ذلك ما جاء في الحديث الشريف:
«مَنْ ثَابَرَ عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ دَخَلَ الْجَنَّةَ؛ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ» رواه النسائي.
وهذه الركعات تُعرف برواتب الصلوات، وقد ارتبطت ببشارة دخول الجنة، مما يدل على مكانتها وفضلها.
أما السنن غير المؤكدة، فهي الصلوات التي يُستحب للمسلم أن يأتي بها طلبًا للأجر وزيادة القرب من الله، من غير أن تكون مؤكدة بمواظبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها كالمؤكدات. ومن أمثلتها: ركعتان قبل صلاة العصر، وركعتان قبل صلاة المغرب، وركعتان قبل صلاة العشاء. وقد ورد الاستدلال عليها بما رواه الجماعة عن عبد الله بن مغفَّل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
«بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ، بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ» ثم قال في الثالثة: «لِمَنْ شَاءَ»؛ أي أن الأمر ليس على سبيل الوجوب أو التأكيد، وإنما على سبيل الندب والاستحباب، حتى لا يظن الناس أنها سنة لازمة.
وتُطلق هذه الصلوات في مجملها على النوافل والتطوعات، التي تزيد من حسنات العبد، وتكمل ما قد يقع في الفروض من نقص أو تقصير، فضلًا عن كونها وسيلة لدوام الصلة بالله تعالى، واغتنام أوقات القرب منه
ما حكم صلاة النوافل جماعة ؟
أوضحت دار الإفتاء أن صلاة الجماعة سُنَّة اتفاقًا في صلاة النوافل المتعلقة بسبب أو وقت؛ كالكسوف والاستسقاء والتراويح.أمَّا ما عدا ذلك فهو محل خلاف بين العلماء، والقَدْر المتفق عليه بين الفقهاء أنَّ صلاة النوافل جماعةً صحيحةٌ، وغاية الأمر هو الخلاف في كراهة ذلك أو لا، والأمر في ذلك على السَّعَة، فإن وَجَد الشخص قَلبَه في صلاة النَّفْل في جماعةٍ؛ فله فِعْل ذلك ولا حرج عليه، وإلَّا صلَّاها منفردًا مراعاةً لخلاف الفقهاء وخروجًا منه.
أنواع صلاة النوافل
من المقرر أنَّ الصلاة المفروضة خمس صلوات في اليوم والليلة، وما زاد على ذلك فهو نَافِلَة، والنَّفْل -بسكون الفاء- معناه: الزيادة والتطوع؛ وهو ما يفعله الإنسان مما لا يجب عليه "لسان العرب" لابن منظور (1/ 672، ط. دار صادر)، وهو بهذا المعنى اللغوي في عُرْف الفقهاء.
ونوافل الصلاة قسمان: الأول: نوافل معينة، وهي التي تتعلق بسببٍ؛ كصلاة الكسوف والخسوف والاستسقاء وغيرها، أو تتعلق بوقتٍ؛ كصلاة السنن الرواتب والضحى وصلاة التهجد وغير ذلك، والثاني: نوافل مطلقة، وهي التي لا تتعلق بسببٍ ولا وقتٍ؛ "روضة الطالبين" للإمام النووي (1/335، 337، ط. المكتب الإسلامي)، و"المغني" لابن قدامة (2/92-93، ط. مكتبة القاهرة).