تفاصيل جديدة حول فقدان قطعة من متحف التحرير.. ومصدر: الصورة المنتشرة غير صحيحة

كشف مصدر في وزارة السياحة والآثار، أن القطعة الأثرية المختفية من المتحف المصري في التحرير، والتي تخص الملك بسوسنس الأول، هي سوار ذهبي، ولكنه ليس الموجود في الصورة المنتشرة عبر صفحات السوشيال ميديا.
وأوضح المصدر في تصريحات خاصة إلى نيوز رووم، أن صورة السوار النتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي موجودة، ومحفوظة بالمتحف، أما القطعة المفقودة فهي سوار ذهبي أقل حجمًا بكثير يزن ما يقرب من 30 جرام ذهب.

وأكد المصدر أن التحقيقات لازالت جارية، وقد تم التحفظ على جميع من لهم صلة بالقطعة، حيث أنها كانت في معامل الترميم، مع استكمال تفريغ جميع الكاميرات بالمتحف.
وقال المصدر في تصريحات خاصة إلى نيوز رووم، إن الأسورة تم استلامها من مسؤولي الترميم في المتحف، وتم إيداعها خزانتهم الخاصة، وكانت تحت عهدتهم، ومعامل الترميم غير مزودة بكاميرات، وفي الجرد والذي تم يوم الأربعاء الماضي تم اكتشاف اختفاء القطعة الأثرية، وهي ذات قيمة عالية للغاية، حيث تعتبر من المقتنيات النادرة للمك بسوسنس والتي تم اكتشافها في مقبرته، والتي هي مقبرة كاملة أيضًا مثل مقبرة المللك توت عنخ آمون.
على صعيد آخر قال مصدر في المتحف المصري بالتحرير، إنه سيتم استرجاع القطعة، إن عاجلًا أو آجلًا، حيث أنها قطعة مسجلة، وقد تم التحفظ على كل من له علاقة بالقطعة، منذ الأربعاء الماضي.
بسوسنس الأول.. ملك لم تندثر مملكته مع الرمال
يُعد الملك بسوسنس الأول (حوالي 1047 – 1001 ق.م) واحدًا من أبرز ملوك الأسرة الحادية والعشرين في مصر القديمة، وقد حكم من عاصمة الشمال تانيس (صان الحجر حاليًا بالشرقية)، في فترة اتسمت بالانقسام السياسي بين الشمال والجنوب، حيث كان الكهنة في طيبة يسيطرون على صعيد مصر، بينما بقيت السلطة الملكية الفعلية بيد بسوسنس في الدلتا.
عرف بسوسنس الأول بلقب "با سوسن حا إن حبا إني" أي "النجم الذي يظهر في طيبة"، وهو ما يعكس مكانته الدينية والسياسية. ورغم ضعف السلطة المركزية آنذاك، استطاع أن يحافظ على استقرار نسبي في البلاد، كما رسّخ سلطته عبر الزواج من ابنة الكاهن الأكبر لآمون، ما عزز الروابط بين الشمال والجنوب.
أبرز ما ارتبط باسم بسوسنس الأول هو مقبرته الملكية التي اكتشفها عالم المصريات الفرنسي بيير مونتيه عام 1940 في تانيس. وقد وُجدت المقبرة سليمة نسبيًا، لتُعد من أعظم الاكتشافات الأثرية بعد مقبرة توت عنخ آمون. فقد احتوت على كنوز فريدة أبرزها القناع الجنائزي المصنوع من الذهب والفضة، وهو التحفة الوحيدة من نوعها التي وصلتنا من عصر قدماء المصريين.
يؤكد عالم المصريات نيكولاس ريفز أن اكتشاف مقبرة بسوسنس الأول أعاد تسليط الضوء على فترة كانت توصف بـ "العصر المظلم"، كاشفًا عن براعة فنية وحرفية لم تقل عن عصور الدولة الحديثة، كما اعتبرها الباحث كريستوفر ناونتون دليلاً على أن "ملوك تانيس لم يكونوا أقل شأنًا من أسلافهم العظام".
رحل بسوسنس الأول تاركًا إرثًا يجمع بين الغموض والعظمة، ليثبت أن حضارة مصر القديمة، حتى في عصورها الصعبة، لم تتوقف عن إنتاج الملوك الذين يخلدهم التاريخ.