باحث دولي: كلمة السيسي رسالة تحذير لإسرائيل ودعوة لتوحيد الصف العربي والإسلامي

أكد إسلام نجم الدين، الباحث في الشأن الدولي، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمة الطارئة في الدوحة جاءت بمثابة رسالة قوية لأطراف عدة، موضحاً أن الرسالة الأولى وُجهت إلى الدول العربية والإسلامية بضرورة تجاوز الخلافات وتوحيد الجهود لإنجاح مؤتمر فلسطين في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، وتوحيد الموقف السياسي لمواجهة التصعيد الإسرائيلي.
تهديد حقيقي للسلام القائم
وأضاف "نجم الدين"، في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن الرسالة الثانية كانت موجهة إلى إسرائيل، محذرة من أن "العربدة السياسية واستخدام القوة تهديد حقيقي للسلام القائم منذ اتفاقية السلام، وأن الأطماع الإسرائيلية ستؤدي إلى تدمير الاستقرار المجتمعي".
وتابه الباحث الدولي، أن الرسالة الثالثة فكانت إلى الشعب الإسرائيلي نفسه، حيث شدد السيسي على أن الأمن والسلام الذي ينعمون به اليوم لن يستمر في ظل استمرار دوامة العنف، مؤكداً أن دائرة الخطر ستمتد لتشمل الجميع.
كلمة الرئيس السيسي
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال القمة العربية الإسلامية في قطر، اليوم الإثنين، "أود بداية؛ أن أعبر عن خالص التقدير، لأخى صاحب السمو الشيخ "تميم بن حمد آل ثانى"، ودولة قطر الشقيقة، على استضافة هذه القمة المهمة، والتى تنعقد فى توقيت بالغ الدقة، وفى ظل تحديات جسام تواجهها المنطقة، التى تسعى إسرائيل لتحويلها إلى ساحة مستباحة للاعتداءات، بما يهدد الاستقرار فى المنطقة بأسرها، ويشكل إخلالا خطيرا بالسلم والأمن الدوليين، وبالقواعد المستقرة للنظام الدولى".
وأضاف الرئيس السيسي “أود أن أنقل إلى قيادة قطر وشعبها الشقيق؛ تضامن مصر الكامل، وتضافرها مع أشقائها، فى مواجهة العدوان الإسرائيلى الآثم، الذي شهدته الأجواء والأراضى القطرية، والذي يمثل انتهاكاً جسيماً، لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويعد سابقة خطيرة، وتهديدا للأمن القومى العربى والإسلامى”.
وتابع "ودعونى أؤكد هنا بوضوح؛ أن هذا العدوان إنما يعكس بجلاء، أن الممارسات الإسرائيلية تجاوزت أى منطق سياسى أو عسكرى، وتخطت كافة الخطوط الحمراء .. وأن أعرب عن الإدانة، بأشد وأقسى العبارات لهذا العدوان الإسرائيلى، على سيادة وأمن دولة عربية، تضطلع بدور محورى فى جهود الوساطة مع مصر والولايات المتحدة، من أجل وقف إطلاق النار فى غزة، وإنهاء الحرب والمعاناة غير المسبوقة، التى يمر بها الشعب الفلسطينى الشقيق.
كما أحذر من أن ما نشهده من سلوك إسرائيلى منفلت، ومزعزع للاستقرار الإقليمى، من شأنه توسيع رقعة الصراع، ودفع المنطقة نحو دوامة خطيرة من التصعيد، وهو ما لا يمكن القبول به.. أو السكوت عنه"
قال الرئيس السيسي "أن مصر تدعو المجتمع الدولى، إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، لضمان عدم تكرار هذه الاعتداءات، وإنهاء الحرب الإسرائيلية الغاشمة، بما يقتضيه ذلك؛ من محاسبة ضرورية للمسئولين، عن الانتهاكات الصارخة، ووضع حد لحالة "الإفلات من العقاب"، التى باتت سائدة أمام الممارسـات الإسـرائيلية..فإنه بات واضحا؛ أن النهج العدوانى الذى يتبناه الجانب الإسرائيلى، إنما يحمل فى طياته نية مبيتة، لإفشال كافة فرص تحقيق التهدئة، والتوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الدائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى .. كما أن هذا التوجه؛ يشى بغياب أى إرادة سياسية لدى إسرائيل، للتحرك الجدى فى اتجاه إحلال السلام فى المنطقة".
وأوضح "إن الانفلات الإسرائيلى، والغطرسة الآخذة فى التضخم، تتطلب منا كقادة للعالمين العربى والإسلامى، العمل معا نحو إرساء أسس ومبادئ، تعبر عن رؤيتنا ومصالحنا المشتركة .. ولعل اعتماد مجلس الجامعة العربية، فى دورته الوزارية الأخيرة، القرار المعنون: "الرؤية المشتركة للأمن والتعاون فى المنطقة"، يمثل نواة يمكن البناء عليها، وصولا إلى توافق عربى وإسلامى، على إطار حاكم للأمن والتعاون الإقليميين، ووضع الآليات التنفيذية اللازمة، للتعامل مع الظرف الدقيق الذى نعيشه، على نحو يحول دون الهيمنة الإقليمية لأى طرف، أو فرض ترتيبات أمنية أحادية، تنتقص من أمن الدول العربية والإسلامية واستقرارها".