أسامة قابيل: الخصوصية خط أحمر.. والانشغال بالآخرين مرض يحتاج علاج

أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن الخصوصية قيمة أساسية في الإسلام وحماية لها أثر مباشر على صحة الإنسان النفسية والعقلية.
أسامة قابيل: الخصوصية خط أحمر.. والانشغال بالآخرين مرض يحتاج علاج
وقال العالم الأزهري، خلال حوار مع الإعلامية إيمان رياض، ببرنامج "من القلب للقلب"، المذاع على فضائية "mbcmasr2"، اليوم الاثنين: "كل إنسان قد يتعرض للأمراض الظاهرة كالصداع أو آلام البطن أو الإصابات العضلية، لكن هناك أمراض خفية لا يعالجها إلا الاتصال بالله، ومن أخطرها مرض الانشغال بالآخرين".
وأضاف أن الانشغال المفرط بأحوال الناس مثل السؤال عن حياتهم الشخصية وزيجاتهم وأعمالهم وعدد أبنائهم، يسرق من الإنسان راحته النفسية ووقته الثمين، محذرًا من أن ذلك أصبح ظاهرة متفاقمة على وسائل التواصل الاجتماعي.
واستشهد قابيل بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا﴾، موضحًا أن الاستئناس يعني الاطمئنان من الطرفين قبل دخول حياة الآخرين، وهو ما يرسخ مبدأ احترام الخصوصية.
وأشار إلى أن الخصوصية في علم النفس تمثل مساحة أمان للإنسان تساعده على التوازن العقلي والنفسي، وأن التربية الصحيحة تبدأ بغرس هذا المفهوم لدى الأبناء في البيت والمدرسة، وتعليمه للبنات والشباب منذ الصغر.
وقال: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، فحياتك الخاصة خط أحمر، وأحلامك وأهدافك ومسؤولياتك أولى بوقتك من متابعة أخبار الآخرين على السوشيال ميديا".
شكر النعمة يكون بما ينفع الناس لا بالتفاخر على السوشيال ميديا
أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن قوله تعالى ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ لا يعني استعراض النعم الشخصية لمجرد التفاخر أو إثارة غيرة الآخرين، بل يعني الحديث عما ينفع الناس ويضيف إليهم.
وقال. العالم الأزهري، خلالحوارمعالإعلاميةإيمان رياض، ببرنامج "من القلب للقلب"، المذاع على قناة "mbcmasr2"، اليوم الاثنين: "إظهار النعمة يكون بهدف القدوة الحسنة والتشجيع على الخير، لا لمجرد التباهي، فالرسالة ينبغي أن تبعث على الأخلاق الطيبة والعطاء".
وأوضح أن من أراد أن يشارك الناس إنجازًا مثل بحث علمي أو عمل خيري أو نموذج إيجابي، فليُظهره قائلاً: هذا من فضل ربي شكرًا لله، لا استعراضًا أمام الناس، أما تصوير البيت أو السيارة أو الهاتف الجديد لمجرد الاستعراض، فلا يدخل في معنى الآية.
وأشار قابيل إلى خطورة ما سماه "المتشبع بما لم يُعطَ" مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «المتشبّع بما لم يُعطَ كلابس ثوبي زور»، موضحًا أن إظهار ما لا يملكه الإنسان أو تضخيم واقعه الاجتماعي خداع للنفس والمجتمع.
وأضاف أن الهدي النبوي يرشد إلى الكتمان في قضاء الحوائج، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»، مبينًا أن حفظ الخصوصية يحقق راحة نفسية ويحمي الإنسان من الحسد والضغوط.
وقال "الإنسان الحكيم يعرف ما يُقال وما يُكتم، ويضع لنفسه حدودًا تحمي خصوصيته وعائلته، لأن ذلك أدعى لراحة القلب وحسن العلاقة مع الله والناس".