ميناء الحمراء والبدر والفرعونية وخالدة.. نتائج أعمال تكشف خريطة جديدة

شهد قطاع البترول خلال الأيام الماضية حراكًا لافتًا مع اعتماد الجمعيات العامة لعدد من الشركات التابعة للهيئة المصرية العامة للبترول، والتي عكست ملامح استراتيجية الدولة للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة، وزيادة الإنتاج المحلي، وتعزيز كفاءة التشغيل.

ميناء الحمراء.. منصة إقليمية على المتوسط

أكد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، أن ميناء الحمراء البترولي لم يعد مجرد منفذ لتداول الزيت الخام، بل تحول إلى ركيزة استراتيجية في البنية التحتية، ومنصة إقليمية جاذبة للاستثمارات الأجنبية بفضل موقعه المتميز على ساحل البحر المتوسط.
وأشار الوزير إلى أن التعاون مع ميناء الفجيرة في الإمارات يمثل خطوة حاسمة لتطوير الميناء ليكون في مصاف الموانئ العالمية المتخصصة في تجارة الطاقة، مع التشديد على تنفيذ خطط استباقية للحفاظ على البيئة.
وبحسب المهندس إبراهيم مسعود، رئيس شركة ويبكو، فقد استقبل الميناء خلال العام المالي 2024/2025 نحو 74 مليون برميل من الخام، فيما يجري تنفيذ توسعات شمالية وجنوبية لزيادة قدرته التخزينية إلى 130 ألف طن لخدمة العلمين والساحل الشمالي الغربي.

بدر للبترول.. قصة صعود في الصحراء الغربية

حققت شركة بدر للبترول طفرة إنتاجية في منطقة امتياز بدر-1 بالصحراء الغربية، حيث تجاوزت خطتها المستهدفة بنسبة 143%، لتسجل إنتاجًا يوميًا يعادل 6440 برميل زيت مكافئ، وفق ما أعلنه رئيسها المهندس إبراهيم مسعود.

وأوضح أن الشركة أضافت 10 ملايين برميل احتياطيات مؤكدة، بعد حفر بئرين استكشافيين وآخرين تنمويين. وأشاد الوزير كريم بدوي بما وصفه "قصص نجاح" تستدعي مزيدًا من الدعم لوضع الاكتشافات على خريطة الإنتاج سريعًا.

كما أكد المهندس صلاح عبد الكريم، رئيس الهيئة العامة للبترول، أن بدر جاءت في صدارة الشركات الخمس الأعلى نموًا في الإنتاج هذا العام.

الفرعونية.. أوزوريس وآتول على الطريق

أما الشركة الفرعونية للبترول، فقد سجلت أداءً لافتًا بتحقيق 119% من خطتها الإنتاجية بمتوسط 76.1 ألف برميل زيت مكافئ يوميًا.
ووفق رئيسها المهندس حسام زكي، انخفضت تكلفة الإنتاج بنسبة 25% للزيت و29% للمتكثفات، بينما ارتفعت كفاءة التشغيل إلى 99% بعد تطوير التسهيلات.

وتضع الشركة آمالًا كبيرة على حقلَي أوزوريس وآتول، حيث من المنتظر أن يضيف البئران الجديدان نحو 100 مليون قدم مكعب غاز يوميًا و3900 برميل متكثفات، ما يعزز مكانة مصر في سوق الغاز.
كما أنهت الشركة معالجة بيانات سيزمية ثلاثية الأبعاد لمساحة 250 كم²، تقدر باحتياطيات محتملة تصل إلى 1.5 تريليون قدم مكعب غاز بخزان الأوليجوسين.

خالدة للبترول.. تعاون استراتيجي مع أباتشي

من جانبها، واصلت شركة خالدة للبترول نجاحاتها بدعم شراكتها مع شركة أباتشي الأمريكية، إذ حققت 23 كشفًا بتروليًا خلال العام المالي 2024/2025، بينها كشف غرب فيوبس-1X وNUT S-1X.

ووصل إنتاجها من الغاز إلى 514 مليون قدم مكعب يوميًا، متجاوزة المستهدفات رغم تحديات الصيف.

وأكد الوزير كريم بدوي أن حوافز الغاز والتكنولوجيات الحديثة ساعدت في ضمان استقرار الإمدادات، فيما شدد مسؤولو أباتشي على أهمية التعاون مع هيئة البترول لتحقيق نتائج مستدامة.

وتعكس هذه النتائج ملامح استراتيجية بترولية واضحة تتمثل في :

١-تنويع البنية التحتية بين الموانئ والتسهيلات التخزينية.

٢-التوسع الاستكشافي الذي يضيف احتياطيات مؤكدة.

٣-خفض تكاليف الإنتاج وزيادة الكفاءة التشغيلية.

٤-شراكات دولية قوية مع أباتشي وبي بي وأركيوس وأيوك.

وهو ما يؤكد أن وزارة البترول تتحرك في اتجاه مزدوج نحو تعظيم الاستفادة من الإمكانات المحلية، وجذب استثمارات أجنبية تعزز موقع مصر كمركز إقليمي للطاقة.