عاجل

هل تتخيل أن زجاجة المشروب الغازي التي تراها بريئة في يدك قد تكون سبباً مباشراً في زيادة أعداد مرضى السكري والسمنة وأمراض القلب؟ ومع ذلك، نحن في مصر نستهلكها وكأنها “مياه زمزم” لا تنضب. وهنا يطل المقترح الذكي: فرض ضريبة صحية متدرجة على المشروبات المُحلاة، وكأن الدولة تقول لنا: اشرب كما تحب… لكن استعد لدفع ثمن السكر مضاعفاً!

التجارب العالمية تلهمنا. المكسيك مثلاً، عندما طبقت الضريبة عام 2014، انخفض استهلاك المشروبات الغازية بنسبة 10% في عام واحد، وتحول المواطن من “عاشق كانز” إلى “متيم بزجاجة مياه”. أما بريطانيا فقد ابتكرت أسلوباً أكثر طرافة: كلما زاد السكر زادت الضريبة، فاضطرت الشركات نفسها إلى تقليل السكر خوفاً من خسارة الزبائن. النتيجة: الشعب البريطاني أقل سكراً… وإن ظل بارداً كما هو.

وفي منطقتنا، قررت السعودية والإمارات فرض ضريبة تصل إلى 50–100% على المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، فارتفعت أسعارها لدرجة أن علبة مشروب الطاقة باتت أغلى من وجبة كاملة، مما أجبر الشباب على العودة إلى مصدر الطاقة الطبيعي: النوم مبكراً.

لو طبقنا الفكرة في مصر، فستكون لها فوائد مزدوجة: تقليل معدلات الأمراض المرتبطة بالسكر، وزيادة حصيلة الدولة لدعم الصحة والتعليم. أما الشركات المنتجة، فقد تجد نفسها مضطرة لإعادة اختراع نفسها… ربما بتسويق “مياه بنكهة هواء” كشعار للمرحلة القادمة.

الخلاصة: الضريبة ليست عقوبة، بل علاج ساخر لمرض خطير. إنها تقول لنا: إما أن تخفف السكر… أو سيخفف جيبك وحده!

تم نسخ الرابط