صرخات أب مكلوم.. جد الضحايا ينهار داخل القاعة في محاكمة قاتلة عائلته بالمنيا

شهدت محكمة جنايات المنيا اليوم لحظات صعبة في مشهد مؤثر ومأساوي، خلال أولى جلسات محاكمة سيدة متهمة بقتل زوجها وستة من أبنائه، فبمجرد رؤية المتهمة، انهار محمد على الشريف، جد الأطفال الستة، مغشياً عليه داخل القاعة، ووسط صراخ هستيري، تمتم بكلمات حملت كل معاني الألم والحسرة: "دول 7 راحوا مني يا عالم"، قبل أن يفقد وعيه، شهذا المشهد المأساوي يلقي الضوء على حجم الفاجعة التي حلت بالأسرة، ويؤكد أن آثار الجريمة لا تقتصر على الضحايا فحسب، بل تمتد لتفتك بقلوب ذويهم.
محاكمة عاجلة وكشف عن دوافع الجريمة البشعة
تُحاكم المتهمة هاجر أ. ع. م البالغة من العمر 26 عامًا، والشهيرة بـ"نعمة"، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، ووفقاً لقرار الإحالة، استخدمت المتهمة مادة "الكلوروفينابير" السامة في تنفيذ جرائمها خلال الفترة من 6 إلى 25 يوليو 2025، كما شملت قائمة التهم الشروع في قتل الزوجة الأولى للضحية، "أم هاشم أحمد عبد الفتاح"، بنفس الطريقة.
و كشفت المتهمة خلال التحقيقات، عن أن بداية الأزمة كانت بسبب رفضها الشديد لطلب والدة زوجها بأن تعيش الزوجة الأولى معها في نفس المنزل، هذا الرفض فجَّر خلافات حادة مع عائلة الزوج، وتصاعدت الأزمات تدريجياً حتى انتهت بارتكاب هذه الجرائم المروعة.



اعترافات صادمة مبيد حشري ينهي حياة أسرة كاملة
انهارت المتهمة باكية في اعترافاتها أمام النيابة، وأقرت بأنها أجرت تجربة على أصغر أطفال ضرتها قبل أن تُقدم على قتل باقي أفراد الأسرة، واعترفت بأنها وضعت قطرات من المبيد السام في خبز قدمته للطفل، ما أدى إلى إصابته بإعياء شديد، قبل أن تتوالى الوفيات المتسلسلة لباقي الأبناء، ثم يلحق بهم والدهم.
كشفت هذه الاعترافات عن الأسباب الحقيقية وراء الموت الغامض لـ7 أفراد من عائلة واحدة، والذي شغل الرأي العام في قرية دلجا بديرمواس على مدار أسابيع، وتم تشكيل فريق تحقيق من أعضاء النيابة العامة للتحقيق في القضية، التي تعكس مدى خطورة الخلافات الأسرية حينما تخرج عن السيطرة.
مصير مجهول لطفلتين خلف القضبان والمحاكمة مستمرة
بينما تُحاكم "هاجر"، تركت خلفها طفلتين صغيرتين، الكبرى "رؤية" التي تبلغ عامًا وثلاثة أشهر وتعاني من ضمور عقلي بسيط، والصغرى "أشرقت" التي لم يتجاوز عمرها الأسبوعين، وتبقى صرخات الرضيعة داخل قاعة المحكمة تزيد من المأساة، ليظل مصيرها ومصير أختها معلقاً بقرار المحكمة، المحاكمة مستمرة، وعلى الجميع انتظار ما ستؤول إليه الأحداث في هذه القضية التي هزت الرأي العام.