الزراعة المستدامة هي نظام يهدف إلى زيادة الإنتاجية الزراعية مع الحفاظ على الموارد الطبيعية مثل التربة والمياه، وتقليل التأثير البيئي، مع دعم التنوع البيولوجي والأمن الغذائي.
في مصر، تتماشى الزراعة المستدامة مع استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة ضمن رؤية مصر 2030، التي تركز على حماية الموارد، تعزيز الأمن الغذائي، زيادة الصادرات، توفير فرص العمل للشباب والمرأة، وتحسين مستوى المعيشة للسكان الريفيين، مع التكيف مع تغير المناخ.
أهمية قطاع الزراعة في مصر 2025 بالأرقام
• مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي: حوالي 13.5%
• العمالة الزراعية: حوالي 5.4 مليون فرد، أي نحو 55% من العمالة الريفية
• الصادرات الزراعية: بلغت 6.24 مليون طن منذ بداية 2025، بزيادة 575 ألف طن مقارنة بنفس الفترة من 2024
• أهم المحاصيل المصدرة: الموالح 1.9 مليون طن، البطاطس 1.3 مليون طن، البصل 231.9 ألف طن، العنب 159.4 ألف طن
• التوسع فى الأسواق: تم فتح 8 أسواق تصديرية جديدة تشمل جنوب أفريقيا والهند والفلبين
دور الذكاء الاصطناعي في الزراعة المستدامة
• الري الذكي: تحديد كميات المياه ووقت الري بدقة لتقليل الهدر
• مراقبة صحة المحاصيل: استخدام الاستشعار عن بعد والطائرات بدون طيار للكشف المبكر عن الأمراض والآفات
• تحليل البيانات الزراعية: تقديم توصيات دقيقة للمزارعين لتحسين الإنتاجية وتقليل الهدر
• تتبع المنتجات الزراعية: استخدام البلوكتشين والذكاء الاصطناعي لضمان تتبع المحاصيل وجودتها
دعم قطاع الصناعة
الزراعة الذكية توفر خامات مستقرة للصناعات الغذائية، تحسن سلسلة التوريد، تفتح أسواق تصديرية جديدة، وتدعم الابتكار الصناعي عبر بيانات دقيقة عن جودة المحاصيل.
تجارب دولية في الزراعة الذكية
• الهند: طورت تطبيقات ذكية تقدم للمزارعين توصيات لحظية حول مواعيد الزراعة والري والتسميد بناءً على بيانات الطقس والتربة، مما ساعد على زيادة إنتاجية الأرز والقمح وتقليل الخسائر.
• هولندا: تعتمد على مستشعرات دقيقة داخل البيوت المحمية، وأصبحت ثاني أكبر دولة مصدرة للمنتجات الزراعية في العالم رغم صغر مساحتها.
• كينيا: استخدمت الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي للتنبؤ بانتشار الأمراض النباتية، مما قلل استخدام المبيدات وحسّن جودة الصادرات.
• الصين: أنشأت مزارع ذكية متكاملة بالروبوتات، وطورت أنظمة ري ذكي قللت استهلاك المياه بنسبة 30% مع رفع إنتاجية الأرز والذرة.
• الإمارات: تبنت الزراعة العمودية والزراعة في البيوت الذكية، ما مكنها من إنتاج محلي عالي الجودة من الخضروات والفواكه وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
الخاتمة
في ظل التحديات العالمية مثل تغير المناخ، ندرة الموارد، وضغوط الأمن الغذائي، يمثل اعتماد التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الزراعة خطوة مهمة لتعزيز الإنتاجية، جودة المحاصيل، ترشيد الموارد، ودعم الصناعات الغذائية.
وقد أثبتت التجارب الدولية أن الزراعة الذكية أصبحت ضرورة استراتيجية وليست رفاهية. وفي هذا السياق، بدأت مصر بالفعل اتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه، من خلال:
• التوسع في استخدام أنظمة الري الذكي لترشيد استهلاك المياه.
• إدخال الطائرات بدون طيار لمراقبة المحاصيل ورصد الأمراض مبكرًا.
• استخدام التحول الرقمي في تتبع سلاسل الإمداد والصادرات الزراعية.
• دعم مبادرات البحث العلمي لتطوير أصناف زراعية أكثر مقاومة للتغيرات المناخية.
هذه الخطوات تعكس جدية الدولة في التحول نحو نموذج زراعي حديث ومستدام، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
ومع الإمكانيات الزراعية الكبيرة والخبرة المتراكمة للمزارعين المصريين، يمكن أن تطور مصر نموذجها الخاص للزراعة الذكية، ليكون جسرًا نحو أمن غذائي قوي وأسواق تصديرية متنامية، ويجعلها رائدة إقليميًا في تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالقطاع الزراعي