عاجل

ارتفاع عدد حفارات النفط الأميركية للأسبوع الثالث.. إشارات على التعافي

حفار النفط
حفار النفط

في مؤشر جديد على مرونة صناعة النفط الصخري الأميركية، ارتفع عدد حفارات النفط العاملة في الولايات المتحدة للأسبوع الثالث على التوالي، وفق بيانات شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية، ليواصل القطاع تسجيل وتيرة صعود محدودة لكنها لافتة في ظل الضغوط السعرية وتقلبات السوق العالمية.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي، أضافت الشركات الأميركية حفارتين جديدتين خلال الأسبوع المنتهي في 12 سبتمبر 2025، ليصل الإجمالي إلى 492 حفارة، مقارنة بـ490 حفارة في الأسبوع السابق. ورغم أن هذه الأرقام ما زالت أقل بكثير من مستويات ما قبل جائحة كورونا، فإنها تعكس إصرار المنتجين على تعزيز الإنتاج تدريجياً لمواجهة الطلب المتزايد في السوق الداخلية والخارجية.

يأتي هذا الارتفاع في وقت يشهد فيه السوق العالمي ضغوطاً متزايدة بفعل وفرة الإمدادات الروسية المتجهة إلى آسيا، خاصة الهند والصين، والتي استفادت من الخصومات السعرية وسط العقوبات الغربية. فبحسب بيانات حديثة، تجاوزت صادرات النفط الروسي إلى الهند وحدها 3.4 مليار دولار في أغسطس الماضي، بينما بلغت إلى الصين نحو 3.1 مليار دولار.

ويرى محللون أن استمرار الشركات الأميركية في تشغيل مزيد من الحفارات يمثل رسالة مزدوجة؛ فمن جهة هو رهان على أسعار مستقرة فوق حاجز 70 دولاراً للبرميل تجعل الإنتاج مجدياً اقتصادياً، ومن جهة أخرى هو استعداد لمواجهة أي فجوات محتملة إذا تصاعدت التوترات الجيوسياسية، خصوصاً مع تصاعد الضغوط الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترمب لتقليص اعتماد الشركاء التجاريين على الخام الروسي.

ورغم المكاسب الأخيرة، يبقى المشهد أكثر تعقيداً؛ فارتفاع الحفارات لا يعني بالضرورة زيادة فورية في الإنتاج، إذ يرتبط الأمر بعوامل أخرى مثل تكاليف التشغيل، كفاءة الآبار، وتوافر العمالة والخدمات. ومع ذلك، فإن الاتجاه الصعودي المستمر للأسبوع الثالث يعكس تحسناً في ثقة المستثمرين وقدرة شركات الحفر على التكيف مع التحديات.

وبحسب مراقبين للسوق، فإن أي زيادة ملحوظة في الإنتاج الأميركي خلال الربع الأخير من العام قد تؤثر على مسار الأسعار العالمية، خصوصاً في ظل التباطؤ الاقتصادي في الصين وأوروبا، إلى جانب سياسات أوبك+ الرامية إلى ضبط المعروض.

وبين ضغوط الأسعار الروسية، وحزم العقوبات الغربية، وسعي واشنطن لتعزيز مكانتها كمصدر رئيسي للطاقة، يبدو أن صناعة النفط الأميركية تتحرك بخطوات محسوبة، حيث يشير ارتفاع الحفارات الأخير إلى أن المنتجين ما زالوا يرون فرصاً للنمو وسط بيئة مليئة بالتحديات.

تم نسخ الرابط