عاجل

ستارمر تعليقا على احتجاجات لندن: لن نسلم بريطانيا للمتطرفين

رئيس الوزراء البريطاني
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الأحد، أن الناس يتمتعون بحق أساسي في التظاهر السلمي، معتبرًا أن هذا الحق يمثل قيمة جوهرية في الديمقراطية البريطانية، لكنه شدد في المقابل على أن حكومته لن تسلم علم بريطانيا لمن يستخدمه رمزًا للعنف والخوف والانقسام".

جاءت تصريحات ستارمر في أعقاب تظاهرات حاشدة نظمها اليمين المتطرف في لندن، بقيادة الناشط المعروف تومي روبنسون، تحت شعار "توحيد المملكة" دفاعًا عن "حرية التعبير".

وأوضح رئيس الوزراء أنه لن يقبل بأي شكل من الأشكال بالاعتداء على ضباط الشرطة أثناء تأدية واجبهم، كما أكد رفضه القاطع لأي مظاهر تشعر الناس بالخوف بسبب خلفياتهم العرقية أو لون بشرتهم، مشيرًا إلى أن بريطانيا أمة بنيت بفخر على التسامح والتنوع والاحترام، وأن العلم البريطاني يجب أن يظل رمزًا للوحدة، لا وسيلة لبث الفوضى والانقسام.

احتجاجات لندن

شهدت العاصمة لندن تجمعًا شارك فيه أكثر من 110 آلاف شخص، وفق تقديرات شرطة العاصمة، رغم أن صحيفة "ميرور" البريطانية قدرت العدد بنحو 150 ألف مشارك. ونُظمت التظاهرة بعد صيف محتدم شهد احتجاجات مناهضة للهجرة أمام فنادق تُؤوي طالبي لجوء، وروّج لها روبنسون عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم انطلاقها بشكل سلمي نسبيًا، تخللت المظاهرة اشتباكات وأعمال عنف قبيل انتهائها، حيث حاول المتظاهرون اختراق الحواجز الأمنية للاشتباك مع متظاهرين مضادين مناهضين للفاشية.

الشرطة البريطانية: هجمات على الضباط وتوقيفات بالجملة

أعلنت شرطة لندن، اليوم الأحد، عن توقيف 24 شخصًا، بعدما كانت قد أشارت في بيان سابق إلى اعتقال 26. وتوزعت التوقيفات بين 21 رجلًا و3 نساء، تراوحت أعمارهم بين 19 و58 عامًا.

وأفادت الشرطة أن ما لا يقل عن 26 ضابطًا تعرضوا للإصابة خلال الاحتجاجات، من أصل أكثر من ألف ضابط نُشروا في محيط وايتهول وساحة البرلمان لتأمين الموقع والفصل بين التجمعات. 

وأُصيب بعض الضباط بجروح بالغة، منها كسور في الأسنان، ارتجاج في المخ، إصابات في الرأس، وانزلاق غضروفي، إلى جانب كسر محتمل في الأنف، وفق تصريحات مساعد مفوض الشرطة مات تويست، الذي أكد أن الاعتقالات "ليست سوى البداية"، متوعدًا بملاحقة المتورطين في العنف.

وأوضحت شرطة العاصمة أن عناصرها تعرضوا لقذف بالمقذوفات والضرب، واضطُروا إلى استخدام القوة لمنع المتظاهرين من اختراق الطوق الأمني، لافتة إلى أن بعض المشاركين تسلقوا السقالات والأسوار ما عرضهم للخطر.

وزيرة الداخلية البريطانية: لن نتسامح مع العنف

من جهتها، أدانت وزيرة الداخلية البريطانية شبانة محمود الاعتداءات على عناصر الشرطة، وقالت إن من يشارك في أنشطة إجرامية سيلقى القوة الكاملة للقانون، مؤكدة أن تجاوزات المحتجين فاقت تقديرات المنظمين، ما أدى إلى فوضى على الأرض وتعقيد جهود تأمين التجمع.

وشارك الآلاف في احتجاجات مضادة مناهضة للفاشية، عبروا خلالها عن رفضهم لخطاب الكراهية الذي يُروّج له اليمين المتطرف.
وقالت النائبة المستقلة ديان أبوت للمشاركين: "العنصرية والعنف والفاشية ليست جديدة، لكننا هزمناها دائمًا".

فيما قالت مشاركتان قدمتا من جنوب ويلز، ريانون وشارون، إن مشاركتهما في الوقفة المناهضة "كانت قرارًا صائبًا"، مؤكدتين أن "لندن ليست ولن تكون مدينة فاشية".

تم نسخ الرابط