عاجل

هل يؤثر الهجوم الإسرائيلي على قطر على علاقاتها مع دول الخليج

هل يؤثر الهجوم الإسرائيلي
هل يؤثر الهجوم الإسرائيلي على قطر على علاقاتها مع دول الخليج

عمان التي عرفت دائمًا بسياساتها الهادئة، انضمت إلى الموقف الخليجي المشترك، فقد وصفت وزارة الخارجية العمانية القصف بأنه خرق خطير للقانون الدولي، ودعت إلى "التحرك الفوري لخفض التصعيد وحماية الاستقرار الإقليمي".

ورغم أن مسقط لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية معلنة مع إسرائيل، إلا أنها احتفظت عبر السنوات بقنوات اتصال خلفية، وحرصت بعد الهجوم على إظهار التضامن مع الدوحة دون الانجرار إلى تصعيد أكبر.

وحدة الخطاب الخليجي

من خلال البيانات الرسمية، يتضح أن العواصم الخليجية استخدمت قاموسًا موحدًا تقريبًا: "انتهاك صارخ"، "خرق للسيادة"، "تهديد للاستقرار".

جاءت الإجراءات دبلوماسية ومنضبطة، ما يجعل تجاهل الموقف أصعب، لكنه لم يصل بعد إلى فتح مسارات عملية جديدة.

مواقف الدول الخليجية

الإمارات: أدانت الهجوم واستدعت المبعوث الإسرائيلي، لكنها لم تعلن تجميد التعاون الاقتصادي أو الفني.

السعودية: استخدمت أقوى العبارات القانونية، وربطت الحدث بمفهوم الأمن الجماعي، لكنها لم تكشف عن قرارات تنفيذية تجاه خطوط الاتصال الخلفية.

قطر: شددت على أن السيادة خط أحمر، واستخدمت هذا الشرط كإطار لعمل الوساطة، من دون الإعلان عن التخلي عنها.

ثبات المواقف تجاه التطبيع

في المحصلة، الوضع لم يتغير جذريًا: الدول الموقعة على اتفاقات التطبيع متمسكة بها، والدول الرافضة للتطبيع ثابتة على موقفها، وقطر تواصل دور الوساطة، مع تأكيدها أن سيادتها غير قابلة للمساومة.

خيارات الفلسطينيين أمام "الدعوات غير الملزمة"

السؤال الأبرز: ما خيارات الفلسطينيين في مواجهة محاولات فرض "السيادة الإسرائيلية" على الضفة الغربية؟، هل انتهى حلم الدولة الفلسطينية؟.

اللافت أن شرط السيادة لم يعد مجرد إشارة، بل بات مكتوبًا بوضوح في بيانات الدول وقرارات المنظمات، كما في بيان مجلس الأمن الذي شدد على "احترام سيادة قطر وخفض التصعيد"، إلى جانب المواقف الخليجية المتقاربة حول مفهوم "السيادة".

ضغط الرأي العام والقيود العملية

الرأي العام ما زال عاملًا ضاغطًا، خصوصًا في دول مثل الكويت، لكن الوقائع تشير إلى أن الأنماط العملية لم تتغير جذريًا، والأرجح أن المسار سيبقى عند حدود إدارة العلاقة، مع تشديد في الخطاب القانوني والسيادي، وإجراءات دبلوماسية أوضح، من دون قرارات قطيعة.

الاختبار الحقيقي.. ما بعد تصريحات نتنياهو

الامتحان الفعلي سيظهر إذا تكرر خرق سيادي مماثل، فقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الضربة في الدوحة كانت "عملية إسرائيلية خالصة"، وحذر من إمكانية استهداف قادة حماس مجددًا حتى داخل قطر.

حينها فقط سيتضح ما إذا كانت اللغة الخليجية ستبقى في إطار الخطاب السياسي، أم ستتحول إلى قرارات عملية تغير نمط العلاقة بشكل جذري.

تم نسخ الرابط