عاجل

الدكتور أسامة فخري: الهدي النبوي كله خلق و جَمَال و رحمة وإنسانية وسمو

الدكتورأسامة فخري
الدكتورأسامة فخري

قال الدكتور أسامة فخري وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد ,إن الهَدي النَّبَوي كله خلق و جَمَال و رحمة، وكُلّه سُمُوّوإنسانيّة، كُلّه نبل وَبِرّ وَوَفَاءٌ، ومن اتَّصَلَ بِرَسُول الله (صلى الله عليه وسلم) فلا شك أن يَحْدُثَ له أُنسٌ بِجَمَالِ أَخْلَاقه وكَرِيمِ شَمَالِه وشريفِ هَدْيِهِ (صلى الله عليه وسلم) بما ينعكس على المجتمع عند التَّحَقُّقِ بها بنشر كريم الأخلاق والشمائل والفضائل والهَدي النبوي المُنِير, فقد قال تعالى :﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4].

 شهادة ربانية خالدة 

وقال “فخري” :هذه الكلمات ليست مجرد ثناء، بل هي شهادة ربانية خالدة من خالق الوجود (سبحانه وتعالى) لصفوة خلقه سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم). حين تتأمل هذه الكلمات تجد أن الله (جل جلاله) لم يقل: "وإنك لذو خُلق عظيم"، بل قال: "لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"، فكأنما هو مقام رفيع عُلويّ ارتقى إليه النبي (صلى الله عليه وسلم)، نعن هو مقام رفيع يعلو على مقاييس البشر وحدودهم، فلا يُحدّ (صلى الله عليه وسلم) بفضيلة واحدة، ولا يُختصر في خُلُق بعينه، بل هو مجموع الفضائل وقد اكتمل فيه الكمال الإنساني الذي يليق برسول الله (صلى الله عليه وسلم).

النموذج الكامل والقدوة الجامعة

لقد زيَّن الله سبحانه وتعالى نبيَّه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق كلِّها، وجمع له من مزايا الأنبياء (عليهم السلام) ما تفرّق فيهم، فجاء (صلى الله عليه وسلم) ليكون النموذج الكامل، والقدوة الجامعة.

وأشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى في سورة الأنعام:﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 83-86].

فقد ذُكر في هذه الآيات ثمانية عشر نبيًّا ورسولًا، ولكلٍّ منهم خصلة امتاز بها:

فسيدنا أيوب (عليه السلام) أوتي الصبر على البلاء، وسيدنا يوسف (عليه السلام) أوتي الحُكم والحكمة والعفة، وسيدنا يونس (عليه السلام) ضارع إلى الله في بطن الحوت، وسيدنا إبراهيم (عليه السلام) كان يعشق تكاليف ربه، وسيدنا إسماعيل (عليه السلام) كان صادق الوعد... وهكذا اجتمعت فيهم جميعًا خصال الكمال.

ثم كان النداء الإلهي لرسول الله (صلى الله عليه وسلم): ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾، أي: المطلوب إذن من سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يكون مُقتديًا بهم جميعًا، وأن يأخذ خصلة التَّمَيّز والتفرّد من كلِّ واحِدٍ فيهم. وبذلك يجتمع في شخصه (صلى الله عليه وسلم) ما تفرق في سائر الأنبياء (عليهم السلام) .

الكمال الفريد

وقال الدكتور أسامة فخري :ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرع الناس امتثالًا لأمر ربه، فقد تحقق في ذاته هذا الكمال الفريد، فكان جامعًا لفضائل الرسل (عليهم السلام) ، ومن هنا ندرك معنى قوله تعالى واصفًا خُلقه (صلى الله عليه وسلم): ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾.

فهو ليس مجرد خُلُق بمعناه المتعارف بين الناس، بل خُلُق عظيم بتقييم الله العظيم,وتقييم الله لا يعلوه تقييم، ولا يساويه حكم,فإذا شهد الله (جل جلاله) لعبده بالكمال الخُلقي، فقد ارتقى إلى المقام الأرفع الذي لا يدانيه أحد.

وهكذا كان (صلى الله عليه وسلم) : القدوة الجامعة، النموذج السلوكي الفريد، الذي اجتمعت فيه مزايا الأنبياء، وزاده الله كمالًا فوق كمالهم.

ثم يوجهنا القرآن إلى الطريق:﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾.

الخير كلُّه فيه (صلى الله عليه وسلم)

أضاف “فخري”:فالخير كلُّه فيه (صلى الله عليه وسلم)، ولكنه في أمته موزَّع ,وبقدر ما نتخلق بأخلاقه، ونقتدي بهديه، نقترب من الكمال الذي أراده الله لنا.

فيا أصدقائي المكرمون فتشوا عن جميل أخلاقه (صلى الله عليه وسلم) ، وعيشوها في واقعكم، وأحيوا بها حياتكم.

فمن أحبَّ أن يكون قريبًا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فليكن قريبًا من خُلُقه، رحيمًا كبسمته، صادقًا ككلمته، وفيًّا كعهده.

تم نسخ الرابط