ياسر جاب الله: الملكية الفكرية ركيزة أساسية لبناء اقتصاد المعرفة الحديث|فيديو

قال الدكتور ياسر جاب الله عميد المعهد القومي للملكية الفكرية بجامعة حلوان، إنّ الملكية الفكرية هي الملكية الخاصة بكل ما ينتج عن العقل البشري من أفكار وإبداعات، موضحًا: "وهي عبارة عن شقين، الأول الملكية الصناعية أي الاختراعات والأمور المتعلقة بمجال الصناعة. والمشرع وضع مجموعة من الضوابط أو الأدوات القانونية التي تستخدم لحماية هذه الاختراعات، أولها وأشهرها براءات الاختراع، العلامات التجارية، المؤشرات الجغرافية، التصميمات الصناعية، والمعلومات غير مفصح عنها".
وأضاف جاب الله، خلال حواره مع الإعلامية رانيا هاشم، مقدمة برنامج "البعد الرابع"، عبر قناة "إكسترا نيوز"، أنّ الشق الثاني هو الملكية الأدبية والملكية الفنية، وهو ما يخص الإبداعات البشرية، فيما يتعلق بكتابة القصص والشعر والنثر والرسومات على سبيل المثال، ويتم حمايتها بحق المؤلف والحقوق المجاورة.
تقدم الدول المتقدمة هو اهتمامها بحقوق الملكية الفكرية
وتابع: "الدول المتقدمة مهتمة بالملكية الفكرية، والسبب في تقدم الدول المتقدمة هو اهتمامها بحقوق الملكية الفكرية، فاليابان، خرجت من الحرب العالمية الثانية دون شيء، وركزت على الاستثمار في العقل البشري والعنصر البشري، وبعد ذلك رى تحويل كل الأفكار الخاصة بها إلى سلع وخدمات عالية الجودة، يطلبها العالم كله، لدرجة أن هناك فائض في ميزان المدفوعات في اليابان، ولم تعد قادرة على تلبية احتياجات العالم من الطلب على المنتجات الخاصة بها، وكل ذلك يرجع إلى أن منتجاتها عالية التكنولوجيا، ومعتمدة على استخدام الفكر والاختراعات الجديدة وما شابه ذلك".
الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية
وفي نفس السياق، أوضح الدكتور هشام عزمي، رئيس الجهاز القومي للملكية الفكرية، أن الاستراتيجية الوطنية تهدف إلى تطوير منظومة حماية الملكية الفكرية، وتعزيز الابتكار، وتهيئة مناخ داعم للإبداع بكافة صوره، سواء في الفنون أو التكنولوجيا أو البحث العلمي، مؤكدًا أنها تمثل تحولًا حقيقيًا في التعامل مع هذا الملف الحيوي.
الارتباط بالقيم والأخلاق
وأشار رئيس الجهاز إلى أن موضوع حقوق الملكية الفكرية لا يقتصر فقط على الجوانب القانونية، بل يرتبط بشكل وثيق بـ القيم والأخلاق الاجتماعية، موضحًا أن الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية هو نوع من أنواع الاعتداء الأخلاقي الذي يتنافى مع السلوك القويم.
غياب الوعي المجتمعي
ولفت عزمي إلى أن أحد أبرز التحديات التي تواجه تطبيق القانون في هذا الشأن هو غياب الوعي المجتمعي بأهمية احترام حقوق المبدعين وأصحاب الابتكار. وأضاف أن كثيرًا من حالات انتهاك حقوق النشر أو سرقة المحتوى الإلكتروني تحدث نتيجة لعدم إدراك الأفراد لخطورة هذه الأفعال، وليس فقط بسبب القصد الجنائي.