خبير: اختراق الطائرات الروسية أجواء بولندا رسالة سياسية أكثر منها عسكرية

قال الدكتور عمار قناه، أستاذ العلوم السياسية، إن اختراق أكثر من 20 مسيّرة روسية للأجواء البولندية لا يمثل خطرًا عسكريًا مباشرًا بقدر ما هو رسالة سياسية تهدف إلى توظيف الحدث في سياق الصراع القائم بين روسيا والغرب.
غياب الأدلة يعزز التصعيد
وأوضح قناه، خلال تصريحات مع الإعلامية نهى درويش مقدمة برنامج منتصف النهار عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن غياب الأدلة الميدانية الحاسمة يعزز من فرضية أن التصعيد يُستخدم كأداة «إعلام سياسي» لتصوير روسيا كجهة معتدية وخلق ضغط على الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن أي مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا وحلف الناتو قد تعني اندلاع حرب عالمية ثالثة، وهو ما لا يسعى إليه أي طرف دولي في الوقت الراهن.
وأشار إلى أن رفض بولندا مقترح التفاوض مع موسكو بشأن هذه الاختراقات يعكس رغبة أوروبية في توظيف الأزمة سياسيًا ضد روسيا، مضيفًا أن الولايات المتحدة لا تبدو معنية بتصعيد الموقف، حيث تفضل إدارة ترامب التركيز على المسارات التفاوضية التي جرى التوافق عليها في ألاسكا مع الجانب الروسي.
وأكد «قناه» أن العقوبات الاقتصادية على روسيا فقدت فاعليتها، بل انعكست سلبًا على أوروبا والولايات المتحدة، وهو ما يزيد حالة الارتباك والضبابية في الموقف الغربي تجاه الأزمة.
طائرات روسية تدخل بولندا بدون طيار
وفي نفس السياق، أكد الدبلوماسي الروسي في بولندا أندريه أورداش، أن المزاعم التي تفيد بدخول طائرات روسية بدون طيار المجال الجوي للبلاد خلال الليل «لا أساس لها من الصحة»، وقال أن بولندا لم تقدم أي دليل يثبت تورط طائرات روسية بدون طيار في الحادث.
قال أورداش في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية «ريا نوفوستي»: «نعتبر هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، لم يُقدم أي دليل على أن هذه الطائرات بدون طيار روسية الأصل»، مؤكدًا إنه تم استدعاؤه من قبل وزارة الخارجية البولندية.
بولندا أقرب إلى الصراع المسلح من أي وقت مضى
ومن جانبه، قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي إن بولندا أقرب إلى الصراع المسلح من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية، وأضاف: «ليس لدي أي سبب يجعلني أزعم بأننا على شفا الحرب، ولكن تم تجاوز الخط، والوضع أصبح أكثر خطورة بشكل لا يقاس من ذي قبل».