هآرتس: الإمارات تدرس طلب قطر بإغلاق سفارتها بتل أبيب بعد العدوان على الدوحة

كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن الإمارات العربية المتحدة بدأت في دراسة مطلب قدمته دولة قطر بإغلاق سفارة أبوظبي لدى تل أبيب، وذلك في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة، والذي استهدف قيادات من حركة حماس.
تصعيد دبلوماسي إماراتي ضد نتنياهو
وفي بيان رسمي، أعربت وزارة الخارجية الإماراتية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لتصريحات نتنياهو العدائية تجاه قطر، مؤكدة أن هذه التصريحات مرفوضة جملة وتفصيلاً، وتشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي.
وأكد البيان أن أمن واستقرار دولة قطر الشقيقة هو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، مضيفًا أن أي اعتداء على دولة خليجية يُعد اعتداءً على منظومة الأمن الخليجي المشترك بأكملها.
كما شددت الخارجية الإماراتية على أن النهج الاستفزازي الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو، بات يقوّض فرص تحقيق الاستقرار في المنطقة، ويدفع بها إلى مسارات شديدة الخطورة.
الهجوم الإسرائيلي على الدوحة
وكانت العاصمة القطرية الدوحة قد تعرضت، في الثلاثاء الماضي، لهجوم جوي إسرائيلي وصف بأنه غير مسبوق، استهدف قيادات من حركة حماس، ما أدى إلى استشهاد خمسة من المرافقين، من بينهم أحد عناصر قوة الأمن الداخلي القطرية، بالإضافة إلى إصابة عدد آخر من المدنيين.
وأكدت حركة حماس أن الهجوم فشل في تحقيق هدفه، حيث نجا عدد من قادتها من محاولة اغتيال مباشرة، بينهم القيادي البارز خليل الحية، فيما أصيبت زوجته بجروح نتيجة القصف الذي طال موقع الاجتماع.
وأثار الهجوم موجة إدانات عربية ودولية واسعة، اعتُبرت انتهاكًا صارخًا للسيادة القطرية وللقوانين الدولية، فيما شارك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بنفسه في مراسم تشييع الضحايا، في موقف لافت يعكس حجم الغضب القطري الرسمي.
قطر ترد: نتنياهو يرفض المفاوضات
في أعقاب الهجوم، ردت قطر برسائل واضحة وقوية على المستوى الدولي، حيث صرح الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، بأن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضيع الوقت في مفاوضات الوساطة، ولم يكن جاداً منذ البداية.
كما نفت الدوحة صحة ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول تراجع الشراكة الأمنية بينها وبين الولايات المتحدة، مؤكدة أن العلاقات الأمنية والعسكرية بين قطر وواشنطن أقوى من أي وقت مضى، في إشارة ضمنية إلى محاولات إسرائيل تشويه الوساطة القطرية في الملف الفلسطيني.
وتأتي هذه التطورات في ظل جهود مصرية قطرية مستمرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث تسعى القاهرة والدوحة للضغط على تل أبيب من أجل إنهاء الهجمات العسكرية المستمرة على المدنيين، ووقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
ويترقب مراقبون ما إذا كانت أبوظبي ستتخذ خطوة نوعية بإغلاق سفارتها في تل أبيب، ما سيمثل ضربة رمزية كبيرة لاتفاقات التطبيع، ويعكس تغيرًا في المزاج الخليجي تجاه السياسات الإسرائيلية في المنطقة.