عاجل

ما حكم رفع اليدين إلى السماء أثناء الدعاء؟.. الإفتاء توضح

الدعاء
الدعاء

في لحظات الخشوع والابتهال، كثيرًا ما نرى المسلمين يرفعون أيديهم إلى السماء عند الدعاء، في مشهد يعبّر عن التضرع والرجاء. 


وفي هذا السياق أوضحت دار الإفتاء أن الدعاء يعد  من أعظم القربات التي رغَّب فيها الشرع الشريف، وجعلها بابًا واسعًا لطلب الحاجات ورفع الكربات. قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60].
وقد فسَّر الإمام الطبري معنى قوله: ﴿عَنْ عِبَادَتِي﴾ أي عن دعائي، ليؤكد أن الدعاء هو جوهر العبادة وروحها.

قرب الله من عباده

وفي موضع آخر يبيّن القرآن الكريم قرب الله من عباده واستجابته لهم:
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].
وقد قال المفسر مقاتل: أي أعلمهم أني قريب منهم، أجيب دعاء من دعاني بصدق ولجأ إليَّ باضطرار.

الدعاء هو العبادة

روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
«إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثم تلا قوله تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.
وبيَّن الإمام التوربشتي أن الدعاء سُمِّي عبادة لأنه يجمع معاني الافتقار إلى الله، والاعتراف بالعجز، والإقرار بأن الله وحده هو القادر على قضاء الحاجات.

آداب الدعاء ورفع اليدين

من جملة آداب الدعاء رفع اليدين إلى السماء؛ لما فيه من إظهار التذلل والرجاء. فقد روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا…» وذكر فيه حال رجل يمد يديه إلى السماء يسأل ربه، لكن مع كون مطعمه وملبسه من الحرام، فلا يستجاب له.


قال الإمام القرطبي: في قوله «يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ» دليل على مشروعية رفع اليدين عند الدعاء. وذكر الطوفي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يرفع يديه في دعاء الاستسقاء حتى يظهر بياض إبطيه.

جمع الأحاديث في هذا الباب

وقد أفرد الإمام السيوطي رسالة مستقلة بعنوان «فض الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء»، جمع فيها الأحاديث والآثار الواردة في هذا الباب، مما يثبت أن رفع اليدين عند الدعاء سنة مشروعة وآداب مرعية

تم نسخ الرابط