ضياء رشوان: الاتفاق النووي بوساطة مصرية يعكس استمرار الدور الإقليمي للقاهرة

قال الكاتب الصحفي  ضياء رشوان  رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إنّ الاتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية  بوساطة مصرية ليس خطوة عابرة، بل امتداد لمسار طويل من التحركات الدبلوماسية التي تقودها القاهرة في المنطقة.

تحركات مصر قبل التصعيد الإسرائيلي

وأوضح رشوان، خلال حواره مع الإعلامية نانسي نور في برنامج «ستوديو إكسترا» المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أنّ مصر سبقت الأحداث الأخيرة بلقاءات مهمة، حيث استقبلت وزير خارجية إيران عباس عراقجي، ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، في القاهرة قبل العدوان الإسرائيلي على إيران،  وأكد أن هذه اللقاءات مهدت الطريق للوصول إلى تفاهمات أساسية أسفرت لاحقًا عن توقيع الاتفاق.

أول مواجهة جوية بين إسرائيل ودولة غير عربية

وأشار رشوان إلى أنّ ما حدث خلال الاثني عشر يومًا الأخيرة بين إسرائيل وإيران كان غير مسبوق، إذ اندلعت أول حرب جوية بين إسرائيل ودولة غير عربية منذ تأسيسها، وهو ما يعكس حجم التحول الذي يشهده الإقليم.

تغيرات كبرى في المشهد الإقليمي

وتابع رشوان أنّ المشهد الحالي يعيد إلى الأذهان عام 2003 حين دخلت القوات الأمريكية والبريطانية إلى العراق، لافتًا إلى أنّ الولايات المتحدة قصفت للمرة الأولى دولة مثل إيران، بعد أن كان تدخلها العسكري يقتصر غالبًا على مواجهة تنظيمات إرهابية مثل "داعش" في سوريا ،وأضاف أنّ قصف المفاعلات النووية الإيرانية شكّل سابقة خطيرة تحمل دلالات كبيرة على مستوى الأمن الإقليمي.

الرؤية المصرية لتخفيض التوتر

وأكد رشوان أنّ الموقف المصري واضح، فالرئيس عبد الفتاح السيسي يعبر باستمرار عن رؤية بلاده القائمة على تخفيض التوترات الإقليمية ونزع فتيل الأزمات عبر الدبلوماسية والوساطة الهادئة ، واعتبر أن نجاح القاهرة في تحقيق اتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يجسد عمليًا هذا النهج.

استمرار الدور المصري في الأزمات الدولية

وأردف رشوان أنّ الاتفاق الأخير ليس مجرد إنجاز مرحلي، بل دليل على أن الدور المصري ما زال قائمًا وفعالًا في معالجة القضايا الإقليمية المعقدة ، وأضاف أنّ القاهرة تثبت من جديد قدرتها على لعب دور الوسيط النزيه القادر على جمع الأطراف المتصارعة على طاولة الحوار، بعيدًا عن منطق القوة العسكرية أو الاصطفافات السياسية الضيقة.

واختتم رشوان تصريحاته بالتأكيد على أنّ الاتفاق يمثل ترجمة مباشرة للسياسة المصرية القائمة على تعزيز الاستقرار الإقليمي، مشددًا على أن القاهرة ستظل لاعبًا رئيسيًا في كل ما يتعلق بالأمن في الشرق الأوسط.