شقق آيلة للسقوط في دمياط: الأهالي يناشدون ببدائل سكنية آمنة قبل الشتاء

يعيش العشرات من الأسر في مساكن المصنع بمدينة دمياط حالة من القلق المستمر والخوف على حياتهم، بعد أن تحولت وحداتهم السكنية إلى مباني متهالكة وآيلة للسقوط.
ورغم الأوضاع المأساوية التي يعاني منها السكان، لم تجد هذه الأسر أي تحرك رسمي من قبل الجهات المعنية لإنقاذهم أو توفير بدائل سكنية آمنة.
مساكن آيلة للسقوط
الأهالي يؤكدون أن المساكن التي يعود تاريخ إنشائها إلى أكثر من أربعين عامًا، لم تخضع لأي أعمال صيانة أو ترميم جاد منذ سنوات طويلة، وهو ما جعلها تتآكل تدريجيًا بفعل الزمن وعوامل الطقس، حتى صارت الشقوق والتصدعات تملأ الجدران والأسقف، وأصبح الخطر يهدد حياتهم في أي لحظة.
جولة ميدانية
في جولة ميدانية التقت "نيوز روم" بعدد من الأهالي، حيث قالت الحاجة "أم محمد"، إحدى المقيمات في المساكن: "إحنا مش عايشين، إحنا مستنيين المصيبة تحصل، الحيطان متشققة والسقف بينقط ميه، وكل يوم نصحى على طوبة وقعت من فوق، مش عارفين ننام من الرعب".
أما "أبو أحمد"، أحد السكان، فأوضح أن المساكن تحولت إلى ما يشبه القنابل الموقوتة: "المباني بايظة من تحت لفوق، في أي وقت ممكن تنهار على اللي ساكنين فيها، قدمنا شكاوى كتير للإدارة المحلية وللمحافظة، لكن الرد دايمًا: هنشوف وندرس، وإحنا لحد دلوقتي مستنيين يشوفوا، لغاية ما نضيع".
البنية التحتية
الأهالي يشيرون أيضًا إلى أن الخطر لا يقتصر على البنية الإنشائية للمساكن فقط، بل يمتد إلى البنية التحتية، حيث تعاني الشبكات الداخلية من تهالك شديد، ما يؤدي إلى تسربات مياه وصرف صحي داخل بعض الوحدات، وهو ما يزيد من سوء الوضع ويجعل المساكن أكثر عرضة للانهيار.
وأكدت "هالة محمود"، وهي أم لثلاثة أطفال: "أنا مش بخاف على نفسي، أنا بخاف على ولادي، كل يوم بنمشي في الشارع خايفين العمارة تقع علينا وإحنا خارجين أو راجعين، عايزين حد يسمعنا وينقذنا قبل ما تحصل كارثة.
من جانبهم، أوضح عدد من الأهالي أنهم تقدموا مرارًا وتكرارًا بطلبات رسمية إلى الجهات المسؤولة، سواء للوحدة المحلية أو إلى محافظة دمياط، مطالبين بإعادة تسكينهم في وحدات بديلة أو إدراج مساكن المصنع ضمن خطط التطوير الحضري، أسوة بعدد من المناطق العشوائية التي تم التعامل معها في السنوات الأخيرة.
الأهالي طالبوا بسرعة التحرك قبل وقوع ما لا يُحمد عقباه، مؤكدين أنهم لا يملكون القدرة على الانتقال إلى مساكن بديلة على نفقتهم الخاصة، إذ إن معظمهم من محدودي الدخل والعمال البسطاء الذين يعتمدون على قوت يومهم.
مشاهد الانهيارات المفاجئة
وفي ظل هذا الوضع المأساوي، تتزايد المخاوف من أن تتكرر مشاهد الانهيارات المفاجئة التي شهدتها بعض المحافظات في السنوات الماضية، وهو ما يضع قضية مساكن المصنع في صدارة الملفات العاجلة التي تحتاج إلى تدخل حاسم من الجهات التنفيذية.
ويأمل الأهالي أن يلقى صوتهم صدى لدى المسؤولين، وأن يتم التعامل مع معاناتهم باعتبارها قضية حياة أو موت، خاصة مع اقتراب موسم الشتاء الذي قد يفاقم الأوضاع بسبب الأمطار والرطوبة.
لتبقى صرخة سكان مساكن المصنع في دمياط رسالة مفتوحة للجهات المعنية: "الحقونا قبل ما نتحول لأرقام جديدة في قوائم ضحايا الإهمال".


