عاجل

بعد إتفاق القاهرة.. غروسي: إيران لن تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي

غروسي
غروسي

عبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، عن اعتذاره بسبب غيابه عن حضور المفاوضات، وقال أنه تم اتخاذ خطوة مهمة إلى الأمام من خلال توقيع اتفاق بشأن الترتيبات العملية لتنفيذ إجراءات الضمانات في إيران، ويمثل هذا الاتفاق جهدًا كبيرًا لضمان الشفافية والالتزام بالالتزامات الدولية.

وأشار إلى توجه إلى المجتمع الدولي يوم الاثنين بشأن الإجراءات التي اتخذتها الأمم المتحدة دعمًا لهذه العملية، والتحديات التي تطرحها إعلان إيران عن تعليق عمليات التفتيش،  ويبرز هذا التطور الحاجة الملحة إلى مواصلة التعاون في إطار اتفاق الضمانات الشامل بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي الوقت نفسه، فإن القرار الأخير الذي اتخذه البرلمان الإيراني بتعليق بعض أشكال التعاون يثير قلقًا بالغًا، فهو يقربنا من احتمال أن تفشل إيران في الوفاء الكامل بالتزاماتها في مجال الضمانات، وهو أمر لا نرغب جميعًا في رؤيته حتى وإن أتيح لنا الوقت للتفكير فيه إلا أن ما يدعو للتشجيع هو أننا قادرون على إدراك التحديات بوضوح حين تطرأ.

وأضاف: لقد عبرت إيران عن شواغلها ومن واجبنا كمنظمة دولية أن نصغي إليها بعناية، وأن نبحث عن السبل الكفيلة بمعالجتها بطريقة بناءة وعملية، وإن التوفيق بين هذه الأولويات يتطلب فهمًا دقيقًا للجوانب التقنية وانعكاساتها الأوسع، وهذا بالتحديد ما عملنا عليه خلال الأسابيع الماضية، ضمن الحدود المتاحة تقنيًا.

وتوفر الوثائق الفنية التي أعددناها فهمًا واضحًا للإجراءات وعمليات التفتيش وخطوات التنفيذ، وهي مصممة لتتوافق مع الضمانات المعمول بها وتكفل إتاحة جميع البيانات ذات الصلة، وستفتح هذه الخطوات الطريق أمام استئناف عمليات التفتيش والإجراءات بشكل منظم.

وتابع: لكل من الولايات المتحدة وإيران حقوق والتزامات بموجب معاهدة عدم الانتشار والاتفاقيات ذات الصلة، وتبقى هذه الالتزامات ثابتة ولن يطرأ عليها أي تعديل، وإن الطبيعة التقنية لهذه الوثائق لا تقلل من أهميتها بل على العكس، فهي تشكل أساسًا لتعاون متجدد يقوم على الاحترام والشمولية والنظرة المستقبلية.

ولا شك أنه هناك تحديات ستواجهنا في تنفيذ هذه العملية لكننا نملك اليوم وضوحًا بشأن العناصر المطلوبة والوسائل الكفيلة بوضعها موضع التنفيذ، وأملي الصادق أن يكون استئناف أنشطة التفتيش في إيران إشارة إيجابية ودليلًا على أن الحوار والاتفاقات ما زالت ممكنة، وأنه لا بديل عن التواصل المباشر لمن يسعى إلى حلول دائمة ومستقرة للتحديات الدولية من هذا النوع.

وفي الختام أود أن أعرب عن امتناني لمصر والرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه الكريم، ولزميلي العزيز وزير الخارجية بدر عبد العاطي على صبره ونصائحه الحكيمة وتشجيعه المستمر، والآن حان الوقت لوضع هذا الاتفاق موضع التنفيذ، وهو ما نعتزم القيام به بالفعل.

وأعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، عن تفاؤله بإعلان إيران استعدادها لعدم الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، واصفًا هذا الموقف بأنه أمر مثير للأمل، ويؤشر إلى إمكانية استئناف التعاون النووي في إطار القانون الدولي.

وقال غروسي في تصريحات صحفية إن "إيران عبرت عن مخاوفها، ومن واجب الوكالة الدولية للطاقة الذرية العمل على إيجاد حلول، واستئناف عمليات التفتيش سيكون إشارة إيجابية للغاية"، مؤكدًا أن الحوار هو الأساس في هذه المرحلة الدقيقة.

اتفاق جديد بين إيران والوكالة بعد التوترات الأخيرة

وكانت إيران قد أعلنت بالتنسيق مع الوكالة عن التوصل إلى تفاهم جديد بشأن استئناف التعاون النووي، وذلك في ضوء الوضع الجديد الذي نشأ بعد الهجمات الأمريكية والإسرائيلية في يونيو الماضي على منشآت نووية داخل أراضيها.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن الاتفاق الجديد يتماشى مع القانون الذي أقره البرلمان الإيراني، ويتضمن آليات واضحة لتنظيم التعاون بين الجانبين.

اجتماع ثلاثي في القاهرة يرعى الاتفاق

جاء الاتفاق بعد اجتماع ثلاثي عقد في العاصمة المصرية القاهرة، وضم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ونظيره المصري بدر عبد العاطي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.

وخلال الاجتماع شدد عراقجي على أن الاتفاق قائم على أسس واضحة، ويهدف إلى بناء الثقة، محذرًا في الوقت نفسه من أن أي إجراء عدائي ضد إيران، بما في ذلك إعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن السابقة، سيعتبر إنهاء عمليًا لهذا التفاهم.

استئناف التفتيش في المنشآت النووية

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الاتفاق يشمل كل المنشآت والبنى التحتية النووية في إيران، ويأتي بعد فترة من تعليق التعاون عقب الهجمات الخارجية على المنشآت الإيرانية.

وأشار غروسي إلى أن استئناف أنشطة التفتيش سيتم وفقًا للمعايير الدولية، وتحت إشراف مباشر من الوكالة وبالتنسيق مع السلطات الإيرانية.

تقدير للدور المصري في رعاية الاتفاق

وأشاد غروسي خلال مؤتمر صحفي عقب التوقيع على الاتفاق، بالدور المصري في استضافة المحادثات وتوفير بيئة إيجابية سمحت للطرفين بالتوصل إلى تفاهم.

وقال: "نشكر مصر على استضافتها لهذا الحوار البناء، وعلى الجهود الكبيرة التي بذلتها لتقريب وجهات النظر بين الجانبين".

خطوة نحو خفض التصعيد واستئناف الاتفاق النووي

أكد غروسي أن الاتفاق يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، ويساهم في إعادة بناء الثقة وتعزيز الشفافية في ملف إيران النووي، كما عبر عن أمله في أن يمهد هذا التفاهم الطريق لاستئناف المحادثات الشاملة بشأن الاتفاق النووي الإيراني (JCPOA)، وخفض التوترات في المنطقة.

وختم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية تصريحه بالتأكيد على أهمية استمرار التعاون مع إيران في إطار من الاحترام المتبادل والالتزام بالقانون الدولي، مشددًا على أن الوكالة ستتابع تنفيذ الاتفاق عن كثب.

تم نسخ الرابط