الانتحار لا يحدث فجأة.. خبير نفسي يوضح المسار الخفي للخطر |فيديو
حذر الدكتور علي عبد الراضي خبير الصحة النفسية، من خطورة تجاهل الإشارات النفسية التي تسبق حالات الانتحار، مؤكدا أن الانتحار لا يحدث بشكل مفاجئ، بل يسبقه مسار نفسي معقد يظهر من خلال مجموعة من الأعراض الواضحة في المحيطين بالفرد.
العزلة السلبية تجلب مصائب
وخلال استضافته في برنامج «صباح الخير يا مصر»، المذاع على شاشة القناة الأولى المصرية، أوضح عبد الراضي أن أبرز هذه الإشارات تتمثل في العزلة السلبية، حيث يتوقف الشخص فجأة عن التواصل مع أسرته وأصدقائه، ويبدأ في الانسحاب من الأنشطة اليومية، إلى جانب إهمال النظافة الشخصية وتكرار عبارات تحمل دلالات يأس مثل: «ما الفائدة من الحياة؟» أو «يا رب خلصني».
إشارات على فقدان الحياة
وأكد أن هذه الكلمات ليست مجرد لحظات ضعف عابرة، بل إشارات حقيقية على فقدان المعنى للحياة، ويجب التعامل معها بجدية وتقديم الدعم النفسي الفوري.
وأضاف أن بعض السلوكيات، مثل إيذاء النفس بالقطع خاصة بين المراهقين، تعتبر ناقوس خطر يدل على بداية ميول انتحارية، وتتطلب تدخلاً عاجلاً.
وأشار إلى أن تعاطي المخدرات يمثل أحد أخطر أشكال "الانتحار البطيء"، إذ يرفض الكثير من المتعاطين الانخراط في العلاج، ما يزيد من احتمالات الانتحار، لافتًا إلى أن بعض الحالات المسجلة في مصر كانت تحت تأثير مواد مخدرة قبل لحظات من الإقدام على الفعل.
خطورة الألعاب الإلكترونية
وتحدث عبد الراضي عن الوجه الآخر للتكنولوجيا، مشيرا إلى أن الألعاب الإلكترونية والإدمان الرقمي أصبحا من أخطر الأسباب المؤدية للاضطرابات النفسية والانتحار، مستشهدًا بتقارير دولية صنّفت "إدمان الألعاب" كاضطراب نفسي معترف به عالميًا. وأضاف أن بعض هذه الألعاب كانت مرتبطة مباشرة بحالات انتحار في عدد من الدول.
وأكد أن الاستخدام المفرط للشاشات يضعف الطاقة النفسية للفرد، ويؤثر على التوازن الهرموني والعقلي، ما يزيد من هشاشة الحالة النفسية لدى المستخدمين، خاصة فئة الشباب.
وفي ختام حديثه، دعا الدكتور عبد الراضي إلى إطلاق برامج علاجية وتوعوية حديثة ومتكاملة تتماشى مع احتياجات الجيل الحالي، بدلًا من الاكتفاء بالأنشطة الترفيهية فقط، مشيرًا إلى أن الكثير من البرامج النفسية المتوفرة في العالم العربي تعاني من ضعف في المهنية والتأثير، مما يقلل من فعاليتها في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
