مستشفى دمياط العام تنقذ شابًا بعد جراحة دقيقة بالمخ عقب حادث سير

شهدت مستشفى دمياط العام حالة طبية دقيقة تكللت بالنجاح بعد تدخل جراحي عاجل لإنقاذ حياة شاب يبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عامًا تعرض لحادث سير خطير، حيث نُقل إلى المستشفى وهو في حالة حرجة للغاية نتيجة إصابات مباشرة في الرأس.
فور وصول المريض إلى قسم الطوارئ، لاحظ الفريق الطبي انخفاضًا شديدًا في درجة الوعي وصلت إلى ثماني درجات فقط، وهو ما استدعى التحرك الفوري لإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد حجم وخطورة الإصابة.
أجريت أشعة مقطعية على المخ كشفت عن وجود نزيف داخلي حاد مصحوب بكسر في عظام الجمجمة، الأمر الذي جعل التدخل الجراحي السريع ضرورة حتمية للحفاظ على حياته ومنع تدهور حالته.
جرى إدخال المريض مباشرة إلى غرفة العمليات، حيث باشر الفريق الطبي المتخصص إجراءات دقيقة تمثلت في رفع العظام المكسورة وتفريغ النزيف الدموي المتجمع داخل الجمجمة.
وقد استغرقت العملية وقتًا طويلاً نظرًا لدقتها وخطورتها، لكن تضافر جهود الأطباء وأعضاء الفريق المعاون أسفر عن نجاحها بشكل كامل.
بعد انتهاء التدخل الجراحي، نُقل المريض إلى وحدة العناية المركزة لمتابعة حالته الصحية عن قرب، وتم توفير كافة أشكال الرعاية الطبية اللازمة من متابعة دورية وفحوصات مستمرة، إلى جانب دعم دوائي متكامل يضمن استقرار المؤشرات الحيوية للمريض.
وبفضل الجهود المبذولة ارتفعت درجة وعيه تدريجيًا حتى وصلت إلى خمس عشرة درجة كاملة، وهو ما يشير إلى تحسن ملحوظ واستقرار حالته الصحية في أعقاب العملية.
هذا النجاح يعكس مستوى الكفاءة العالية للفريق الطبي بمستشفى دمياط العام، الذي ضم نخبة من الأطباء في تخصصات جراحة المخ والأعصاب والتخدير والعناية المركزة، إلى جانب طاقم التمريض الماهر والأقسام المساندة مثل الأشعة والصيدلة الإكلينيكية. وقد أظهر جميع العاملين تعاونًا متكاملاً وإصرارًا كبيرًا على إنقاذ حياة المريض، الأمر الذي يجسد روح العمل الجماعي داخل المستشفى.
وتأتي هذه العملية لتؤكد المكانة المتميزة التي باتت تحتلها مستشفى دمياط العام على مستوى تقديم الخدمات الطبية المتخصصة، حيث أصبحت قادرة على التعامل مع الحالات الحرجة والمعقدة في مختلف التخصصات، خاصة في جراحات المخ والأعصاب التي تتطلب مهارة ودقة فائقة.
كما يعكس نجاح هذا التدخل حرص المستشفى على تطوير منظومتها الطبية باستمرار، سواء من خلال توفير الأجهزة الحديثة أو دعم الفرق الطبية بالتدريب والخبرات اللازمة للتعامل مع أصعب المواقف.
من جانب آخر، تعكس هذه التجربة الدور الكبير الذي تلعبه مستشفى دمياط العام باعتبارها صرحًا طبيًا أساسيًا يخدم أبناء المحافظة والمناطق المجاورة، فهي الملاذ الأول للحالات الطارئة والحوادث الكبرى، وتمثل خط الدفاع الأول في إنقاذ الأرواح.
كما أن مستوى الرعاية الذي توفره بعد العمليات لا يقل أهمية عن التدخل الجراحي نفسه، إذ يضمن للمريض فرصة التعافي الكامل والعودة إلى حياته الطبيعية في أقصر وقت ممكن.
ويُعد نجاح مثل هذه العمليات مؤشرًا قويًا على تطور الخدمات الصحية بمحافظة دمياط، ودليلًا على أن المنظومة الطبية تسير بخطى ثابتة نحو تحسين جودة الخدمة المقدمة للمواطنين.
كما يبرز أهمية تضافر الجهود بين مختلف الأقسام داخل المستشفى، وهو ما يترجم عمليًا شعار أن العمل الجماعي هو الأساس في تحقيق الإنجازات الطبية الكبرى.
ومع استقرار حالة المريض وارتفاع درجة وعيه إلى المستوى الطبيعي، سادت حالة من الارتياح بين الفريق الطبي وأسرته، ليبقى هذا النجاح شاهدًا جديدًا على قدرة الكوادر الطبية في دمياط على مواجهة أصعب التحديات وإنقاذ الأرواح في لحظات فارقة.