خروجة الغلابة على ضفاف النيل.. كورنيش دمياط فسحة مجانية بأجواء أوروبية

على ضفاف النيل في مدينة الزرقا بمحافظة دمياط، بدأت "نيوز رووم" أولى محطاتها ضمن سلسلة "خروجة الغلابة"، تلك المبادرة التي تهدف إلى استكشاف أماكن بسيطة ومجانية يمكن للأسر الاستمتاع بها بعيدًا عن الأعباء المادية التي تثقل كاهلهم. ومن قلب الكورنيش الحضاري بالزرقا، كانت البداية وسط أجواء هادئة، حيث امتزجت نسمات الهواء العليل مع أصوات ضحكات الأطفال وصخب الباعة الجائلين.
الكورنيش هنا ليس مجرد ممشى على النيل، بل هو متنفس حقيقي لمئات الأسر التي تبحث عن فسحة بلا تكاليف. مع غروب الشمس، تكتسي السماء بألوان برتقالية ساحرة تعكسها مياه النيل، لتصنع مشهدًا بديعًا يجذب العائلات والشباب. البعض يفترش الأرض في حلقات صغيرة يتبادلون أطراف الحديث، فيما يحرص آخرون على التقاط صور تذكارية توثق لحظة لن تُنسى.
في جولة قصيرة على طول الكورنيش، يلحظ الزائر بساطة المكان، فهو مجهز بمقاعد خشبية على امتداد النهر، ويضم مساحات خضراء صغيرة يقضي فيها الأطفال أوقات مرح بريئة. ورغم قلة الإمكانيات، إلا أن الروح الإنسانية الدافئة تجعل الكورنيش أشبه بحديقة مفتوحة للجميع.
تحدث إلينا أحد الشباب قائلاً: "الناس هنا بتيجي علشان تغير جو وتشوف النيل.. مفيش حد يقدر يروح أماكن غالية كل يوم، الكورنيش ده خروجة الغلابة اللي بتجمعنا"، بينما قالت سيدة جاءت مع أبنائها الثلاثة: "الأولاد بيحبوا المكان جدًا، بنجيب معا أكل بسيط ونقعد لحد بالليل، الجو هنا بيفرحهم ومش محتاج مصاريف".
المشهد لا يخلو من الباعة الصغار الذين يفترشون الأرض بمنتجات بسيطة، من الذرة المشوية إلى أكياس الحمص والفول السوداني، ليضيفوا لمسة خاصة للأجواء، وهكذا تتحول خروجة الغلابة إلى ساحة مليئة بالحياة، حيث تتشابك تفاصيل الفرح مع بساطة الإمكانيات، والهواء العليا والشمس الصافية التى تلقي بأشعتها على ضفاف النيل الخالد لتجسيد لنا لوحة فنية مبهرة تحكي تاريخ طويل لمدينة الزرقا.
وتخطط "نيوز رووم" لأن تشمل السلسلة القادمة من "خروجة الغلابة" أماكن مختلفة في أنحاء دمياط، لتؤكد أن السعادة لا تتطلب بالضرورة ميزانيات ضخمة، بل تكفي لحظة هدوء على ضفاف النيل لتمنح الأسر متنفسًا ومتنزهًا مجانيًا.


