بعد صعود تونس.. 18 منتخبًا في قائمة المتأهلين إلى كأس العالم 2026

في كرة القدم هناك لحظات لا تُنسى، لحظات تختزل فرحة وطن بأكمله في تسديدة أو لمسة حاسمة، هذا ما حدث في غينيا الاستوائية حين دوّن محمد علي بن رمضان اسمه بأحرف من ذهب، بعدما سجّل هدفًا في الثواني الأخيرة، قاد به منتخب تونس نحو المجد وأعلن رسميًا تأهله إلى كأس العالم 2026.
الهدف لم يكن مجرد كرة سكنت الشباك، بل كان جواز سفر جديد لـ "نسور قرطاج" إلى المونديال، ليكتبوا سطرًا آخر في كتاب الإنجازات الكروية التونسية.
السيناريو جاء دراميًا إلى أبعد الحدود، إذ انتظرت الجماهير التونسية حتى اللحظة الأخيرة لتنفجر فرحًا بالهدف الثمين. لم يكن الفوز عاديًا، بل حمل معه بطاقة الصعود السابعة في تاريخ تونس إلى كأس العالم، والثالثة على التوالي، وهو ما يعكس الاستقرار والتطور الذي يعيشه المنتخب خلال السنوات الأخيرة.
لحظة الهدف تحولت إلى مشهد وطني جامع، اجتمع فيه المشجعون أمام الشاشات وفي المقاهي والبيوت، يتقاسمون الفرحة ذاتها في كل المدن التونسية.
الاحتفال جاء مضاعفًا لأن التأهل تحقق خارج الديار، في أرض غينيا الاستوائية، مما منح الإنجاز طابعًا خاصًا وصعبًا في الوقت ذاته. فالفوز في الأجواء الإفريقية عادة ما يكون محفوفًا بالتحديات، سواء من حيث الظروف المناخية أو الدعم الجماهيري للمنافس، لكن "نسور قرطاج" أثبتوا مرة أخرى أنهم لا يعرفون المستحيل. هذا الانتصار كان بمثابة رسالة واضحة أن تونس قادرة على خوض التحديات الكبرى والظهور في أرقى المحافل الكروية العالمية.
أما بطل المشهد، محمد علي بن رمضان، فقد رسّخ مكانته كأحد أبرز نجوم الجيل الحالي. الهدف الذي سجله لم يكن مجرد لحظة فردية، بل خلاصة جهد جماعي وفريق يعرف كيف يكتب التاريخ في اللحظات الحاسمة. وبذلك يصبح اسمه مرتبطًا إلى الأبد بواحدة من أكثر لحظات الفرح الكروي في تاريخ تونس الحديث.
المتأهلون إلى مونديال 2026
وبهذا الإنجاز، ينضم منتخب تونس إلى قائمة المنتخبات المتأهلة حتى الآن إلى كأس العالم 2026، ليصبح الفريق رقم 18 الذي يحجز مقعده في البطولة، والثاني عن قارة إفريقيا بعد المغرب. أما قائمة المستضيفين فتضم الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، فيما تأهل من قارة آسيا كل من اليابان، إيران، أوزبكستان، كوريا الجنوبية، الأردن وأستراليا. ومن قارة أمريكا الجنوبية تأهلت الأرجنتين والبرازيل والإكوادور وأوروجواي وباراجواي وكولومبيا، في حين مثلت نيوزيلندا قارة أوقيانوسيا.
تونس، بهذا الصعود الجديد، تؤكد حضورها الدائم بين كبار العالم، وتحافظ على سجلها المونديالي المميز. وبينما يترقب الشارع التونسي قرعة البطولة وما ستسفر عنه من مواجهات، يبقى هدف بن رمضان عنوانًا عريضًا لمرحلة جديدة من الطموح، قد تحمل معها مغامرة تاريخية لنسور قرطاج في أكبر محفل كروي على وجه الأرض.