عاجل

حسام موافي: الشريان التاجي لم يعد مرضًا يقتصر على كبار السن فقط

حسام موافي
حسام موافي

يشهد العالم تزايدًا ملحوظًا في معدلات الإصابة بالأمراض القلبية، وعلى رأسها أمراض الشريان التاجي، التي باتت تهدد مختلف الفئات العمرية، ولم تعد مرتبطة فقط بكبار السن كما كان شائعًا  هذا ما أكده الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بكلية طب القصر العيني، الذي أوضح أن هناك حالات بين الشباب في مقتبل العمر يعانون من مشكلات في الشريان التاجي، بل إن بعض المصابين لم يتجاوزوا العشرين عامًا.

في حديثه التوعوي عبر برنامجه «رب زدني علماً» المذاع على قناة صدى البلد، فتح الدكتور موافي بابًا واسعًا للنقاش حول خطورة العوامل النفسية وضغوط الحياة على صحة القلب، وضرورة التفرقة بين الأمراض العضوية والأعراض المرتبطة بالحالة النفسية ،كما سلط الضوء على أهمية الرياضة كأحد أهم وسائل الوقاية وتعزيز الصحة العامة.

 

أمراض القلب لا تقتصر على الكبار

لفترة طويلة، كان الاعتقاد السائد أن أمراض الشريان التاجي، مثل الذبحة الصدرية والجلطات القلبية، تقتصر على كبار السن أو من تخطوا مرحلة منتصف العمر ، لكن الواقع الطبي يشير اليوم إلى أن الشباب في عمر مبكر قد يكونون عرضة لذات المخاطر.

أكد الدكتور موافي أن ممارسته العملية في مجال طب الحالات الحرجة كشفت عن تزايد حالات مرضى لا تتجاوز أعمارهم العشرين أو الثلاثين عامًا ويعانون من ضيق أو انسداد في الشرايين التاجية  هذه الحقيقة الصادمة تستدعي إعادة النظر في نمط الحياة، والعادات الغذائية، ومستويات التوتر التي يتعرض لها الشباب بشكل يومي.

ويرى الخبراء أن العوامل المسببة لمثل هذه الحالات المبكرة متعددة، وتشمل التدخين، السمنة، قلة النشاط البدني، إضافة إلى الضغط النفسي الحاد الذي يعيش فيه جيل الشباب المعاصر.

 

ضغط الحياة وتأثيره على القلب

أوضح الدكتور موافي أن كثيرًا من الأشخاص قد يشعرون بأعراض مثل اضطراب ضربات القلب، أو آلام في الصدر، أو شعور بالتعب المستمر، في حين أن الفحوص الطبية لا تكشف عن وجود أمراض عضوية واضحة  في مثل هذه الحالات، يشير الأطباء عادة إلى أن السبب نفسي بحت.

الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب والتوتر المزمن يمكن أن تؤثر مباشرة على صحة القلب، إذ تؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وإجهاد العضلات القلبية ، وأكد موافي أن تشخيص المرض النفسي يجب أن يتم فقط بعد التأكد من سلامة الجسد وخلوه من أي أمراض عضوية.

من جانب آخر، تشير الدراسات العالمية إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات مرتفعة من التوتر أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة تفوق 50% مقارنة بغيرهم ،وهذا ما يجعل الجانب النفسي جزءًا لا يتجزأ من صحة القلب.

 

دقات القلب مؤشر مهم

من النقاط اللافتة التي أشار إليها الدكتور موافي أن دقات القلب تعد من العلامات المهمة التي يمكن أن يستشعرها الشخص بنفسه ،فسرعة النبض أو بطؤه أو عدم انتظامه، قد تكون إشارات مبكرة تستدعي الانتباه وإجراء الفحوص الطبية اللازمة.

وأوضح أن سماع دقات القلب أو الإحساس بها بشكل غير طبيعي يجب ألا يُهمل، بل ينبغي مراجعة الطبيب المختص لإجراء تخطيط القلب أو الفحوص الأخرى التي تحدد ما إذا كان السبب مرضيًا عضويًا أم نتيجة ضغوط نفسية.

 

الرياضة وقاية ودواء

في ختام حديثه، شدد الدكتور موافي على أهمية ممارسة الرياضة اليومية في الوقاية من أمراض الشريان التاجي. وأوضح أن الرياضة لا تعني بالضرورة ممارسة تدريبات شاقة أو الذهاب إلى صالات الجيم، بل يكفي المواظبة على نشاط بدني بسيط مثل المشي لمدة نصف ساعة يوميًا.

الرياضة تساعد على تحسين الدورة الدموية، خفض الكوليسترول الضار، تقوية عضلة القلب، وتحسين الحالة النفسية ، كما أن النشاط البدني يقلل من مستويات التوتر والقلق، مما ينعكس بشكل إيجابي على صحة القلب.

الأطباء ينصحون أيضًا بالابتعاد عن التدخين، والالتزام بنظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه، والحد من تناول الدهون المشبعة، إلى جانب النوم الكافي، كخطوط دفاع أساسية ضد الأمراض القلبية.

تم نسخ الرابط