تشمل الخارجية والداخلية والعدل.. تغييرات وزارية كبرى في بريطانيا

شهدت المملكة المتحدة، اليوم الجمعة 5 سبتمبر 2025، تغييرات وزارية واسعة النطاق طالت ثلاث وزارات سيادية هي: الخارجية، والداخلية، والعدل، في إطار تعديل وزاري كبير قد يعيد رسم المشهد السياسي داخل الحكومة البريطانية.
ووفقًا لتقارير إعلامية بريطانية، تولت إيفيت كوبر حقيبة وزارة الخارجية، فيما أُسندت وزارة العدل إلى ديفيد لامي، الذي شغل في وقت سابق منصب وزير الخارجية في حكومة حزب العمال.
وأعرب ديفيد لامي وزير الخارجية البريطاني عن قلقه الشديد تجاه الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، واصفًا إياها بـ"المروعة"، مؤكدًا أن أولوية الحكومة البريطانية تتمثل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل دائم، إضافة إلى الإفراج غير المشروط عن الرهائن، والسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية.
وأشار لامي إلى أن ضمان أمن كل من الإسرائيليين والفلسطينيين لن يتحقق عبر سفك الدماء، بل من خلال الحلول الدبلوماسية والحوار.
استقالة أنجيلا راينر تفتح الباب أمام تعديل أوسع
وفي تطور آخر له دلالات كبيرة على المشهد السياسي الداخلي، قدمت أنجيلا راينر، نائبة رئيس الوزراء ونائبة زعيم حزب العمال، استقالتها من منصبيها، وذلك بعد الكشف عن تهربها من دفع الضريبة المستحقة على شراء عقار بجنوب إنجلترا.
وأفادت قناة ITV البريطانية بأن راينر اتخذت قرار الاستقالة بعد تقرير صادر عن مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأخلاقيات، السير لوري ماجنوس، الذي خلص إلى أن راينر "انتهكت قواعد الوزارة"، رغم إقراره بأنها تصرفت بنزاهة في المجمل.
وأوضح التقرير أن راينر طلبت المشورة القانونية عند شراء العقار، لكنها فشلت في الحصول على استشارة ضريبية متخصصة كما يُنصح به في مثل هذه الحالات، وهو ما اعتبر إخلالًا بالمعايير التي يُنتظر من الوزراء الالتزام بها.
راينر: أتحمل المسؤولية الكاملة
في رسالة وجهتها إلى رئيس الوزراء، أقرت راينر بالخطأ، وقالت:"أشعر بالأسف الشديد لقراري عدم السعي للحصول على مشورة ضريبية إضافية، لم تكن لدي أي نية سوى دفع الضريبة المستحقة بالكامل، وأتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الخطأ."
ورغم أنها شددت على عدم وجود نية سيئة، إلا أن تداعيات القضية فرضت نفسها، وأجبرتها على التنحي.
كير ستارمر يأسف لاستقالة راينر
وفي رد مؤثر مكتوب بخط اليد، قال رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب العمال كير ستارمر إن قرار راينر كان "مؤلمًا" له على الصعيد الشخصي، لكنه "يحترم شجاعتها السياسية في تحمّل المسؤولية".
وأضاف: "لقد كنت زميلة موثوقة وصديقة حقيقية لسنوات عديدة. أشعر بحزن عميق لفقدانك من الحكومة، لكنك ستظلين شخصية محورية داخل حزب العمال."
المعارضة تحتفي بالاستقالة وتهاجم ستارمر
من جانبها، علّقت كيمي بادينوخ، زعيمة حزب المحافظين، على استقالة راينر بقولها: "أخيرًا رحلت أنجيلا راينر، لكن ضعف كير ستارمر هو ما أخّر رحيلها ثلاثة أيام إضافية."
توقعات بمزيد من التعديلات
تشير مصادر سياسية إلى أن هذه التغييرات قد تكون بداية لسلسلة أوسع من التعديلات الحكومية داخل حزب العمال، في محاولة لإعادة تشكيل فريق الحكومة استعدادًا للمواجهة المقبلة مع التحديات المحلية والدولية، خاصة في ظل الملفات الشائكة على الساحة البريطانية، مثل الملف الضريبي، وأزمة غزة، والسياسة الخارجية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.