محلل فلسطيني: مصر ما زالت تمثل صمام أمان للقضية الفلسطينية |خاص

أكد الدكتور سعيد محمد أبو رحمة المحلل السياسي الفلسطيني أن بيان وزارة الخارجية المصرية ردًا على تصريح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفتح معبر رفح أمام سكان قطاع غزة للنزوح لم يكن مجرد رد فعل دبلوماسي على مجريات الأحداث، بل عبّر عن رؤية استراتيجية وسيادية عميقة، رسمت من خلالها القاهرة خطوطاً حمراء أمام محاولات تصدير الأزمة الإسرائيلية نحو دول الجوار، وخصوصًا الأراضي المصرية."
وأشار الدكتور سعيد أبو رحمة في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، إلى أن مصر، حين تعلن بوضوح أنها لن تكون شريكًا في تصفية القضية الفلسطينية، فهي لا تكتفي برفض عمليات التهجير، بل تعلن رفضها الكامل لأي معادلات أمنية أو سياسية تسعى إسرائيل إلى فرضها كأمر واقع في المنطقة، خاصة عبر دفع الفلسطينيين قسراً نحو سيناء.
وأضاف أبو رحمة: "مصر تُدرك جيدًا أن أي محاولة لفرض التهجير الجماعي للفلسطينيين نحو أراضيها لا يمثل فقط تهديدًا للشعب الفلسطيني، بل يشكّل خطرًا مباشرًا على الأمن القومي المصري، ويحوّل قطاع غزة من قضية وطنية إلى عبء جغرافي وأمني دائم على مصر والمنطقة."
د. سعيد أبو رحمة: دعوة مصر لمجلس الأمن لتحمل المسؤولية تعبر عن الإحباط المتراكم من الصمت الدولي
وأوضح أن البيان المصري كان موجّهًا أيضًا إلى المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، التي تتعامل بازدواجية مع الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، مؤكدًا أن دعوة مصر لمجلس الأمن لتحمل مسؤولياته تعبر عن حالة من الإحباط المتراكم من الصمت الدولي، ومحاولة لكسر هذا الصمت تجاه الجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية."
وتابع أن القاهرة من خلال هذا الموقف، أعادت تأكيد ثوابت الموقف العربي، والذي يتمثل في أنه لا يمكن الحديث عن حلول أو تسويات دون إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، موضحًا أن مصر ترسل رسالة واضحة إلى إسرائيل والعالم، بأن أي محاولات لتجاوز هذا الإطار ستُواجَه برفض سياسي وشعبي عربي واسع.
وأردف الدكتور سعيد محمد أبو رحمة: "في الوقت الذي يواجه فيه الشعب الفلسطيني في غزة أشرس أنواع القصف والتجويع، تأتي مصر لتؤكد أنها لن تتخلى عنهم، وأن دعمها الإنساني والسياسي مستمر، والبيان المصري الأخير لا ينطلق من منطلق إنساني فحسب، بل يعكس موقفاً سيادياً مصرياً راسخاً يرى في ما يجري معركة وجود."
واختتم قائلاً: "البيان المصري يعبّر عن موقف صلب: لا لحلول على حساب الجغرافيا المصرية، ولا لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الحق والتاريخ، إنه موقف يعيد رسم خارطة المواقف الإقليمية في لحظة حرجة، تتعرض فيها الهوية الفلسطينية في غزة والضفة لضغوط هائلة، ويؤكد أن مصر ما زالت تمثل صمام أمان للقضية الفلسطينية وعمقها العربي."