مدرسة شاهين السينمائية.. الجريتلي يكشف أسرار التعلّم من المخرج الأسطوري

كشف المخرج حسن الجريتلي عن تفاصيل أول لقاء جمعه بالمخرج العالمي يوسف شاهين، والذي شكّل نقطة تحول كبيرة في مسيرته الفنية أوضح الجريتلي أن شاهين لم يمنحه الفرصة مباشرة للانضمام إلى فريقه، بل نصحه بالتركيز على استكمال تعليمه الأكاديمي أولًا، قائلاً له: "كمّل دراستك وارجعلي". بالفعل، استجاب الحريتلي للنصيحة، وقضى نحو عشرين عامًا في التحصيل العلمي قبل أن يعود للقاء شاهين مجددًا، وهذه العودة كانت بداية لانطلاقة فنية جديدة.
سبب اختياره: اللغة قبل الموهبة
وفي حواره خلال استضافته في برنامج "باب الخلق" المذاع عبر قناة النهار، أوضح الجريتلي أن السبب الحقيقي وراء اختياره من قبل يوسف شاهين لم يكن موهبته الفنية في البداية، بل لأنه كان يتقن اللغة الفرنسية، وهي اللغة التي كان شاهين متعلقًا بها بشكل كبير، سواء في أعماله أو في أسلوب تفكيره وتواصله هذا الأمر ساعد الحريتلي على الانضمام إلى فريق العمل كمساعد للمدير الفني، وهو ما أتاح له الاقتراب أكثر من عالم شاهين السينمائي الخاص والمعقد.
تجربة "اليوم السادس": صدام الرؤى
وتحدث الجريتلي عن مشاركته في كتابة فيلم "اليوم السادس" مع يوسف شاهين، مؤكدًا أن التجربة لم تكن سهلة على الإطلاق. أشار إلى أنه واجه صعوبات كبيرة أثناء كتابة السيناريو، خاصة بسبب اختلاف الرؤية بينه وبين شاهين ، حيث قال: "ألوان الدنيا بالنسبة له كانت بعيدة عن اللي أنا شايفه". هذا التباين في وجهات النظر جعله يدرك مدى خصوصية الرؤية الفنية التي يتمتع بها شاهين، ومدى اختلافها عن الرؤية التقليدية التي قد يحملها البعض.
الإعجاب بلغته السينمائية
ورغم كل التحديات، عبّر الجريتلي عن إعجابه الشديد باللغة السينمائية التي كان يوسف شاهين يستخدمها في أفلامه، مشيرًا إلى أن العمل معه كان بمثابة مدرسة سينمائية حقيقية ،وأضاف أن تلك التجربة فتحت أمامه آفاقًا جديدة، وأعادت تشكيل فهمه للفن السينمائي، وجعلته يرى العالم بعيون مختلفة، أكثر انفتاحًا وعمقًا.
أكد الجريتلي أن العمل مع يوسف شاهين لم يكن مجرد تجربة مهنية، بل رحلة إنسانية وفنية غنية بالتفاصيل والدروس ، وبرغم التحديات والاختلافات، فإن تلك المرحلة شكلت حجر الأساس في مسيرته كمخرج، وأسهمت في صقل أدواته الإبداعية بطريقة غير تقليدية.