خبير شؤون روسية: أوروبا في حالة هيستيريا بعد ضياع بوصلة الحرب

أكد الدكتور محمود الأفندي، خبير الشؤون الروسية، أن الحالة الأوروبية تشهد نوعا من الهيستيريا الكاملة في ظل ضياع البوصلة السياسية والعسكرية لدى الأوروبيين والأوكرانيين في التعامل مع الأزمة الحالية.
المفتاح بيد أمريكا
وأضاف الأفندي، في تصريحات عبر قناة القاهرة الإخبارية، أنّ كل مفاتيح الحل كانت بيد الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها خرجت من هذا الصراع، حاملة معها البوصلة، مما جعل الأوروبيين عاجزين عن تحديد اتجاه واضح إما للسلام أو لاستمرار الحرب.
حجم التراجع الأمريكي
وتابع، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعلن عن نيته الاتصال بدونالد ترامب، كان قد حاول قبلاً إقناع ترامب بالحضور إلى باريس، لكن الأخير رفض واكتفى بمكالمة هاتفية، ما يعكس حجم التراجع الأمريكي عن التورط المباشر في الصراع.
وأوضح خبير الشؤون الروسية، أن الولايات المتحدة انسحبت بشكل نهائي، وأن أوروبا لا تمتلك الآن أية أدوات سياسية أو استراتيجية أو عسكرية لمواصلة الحرب إلى جانب أوكرانيا.
وتطرق الأفندي إلى نتائج قمة الناتو الأخيرة، مشيرًا إلى أن ما خرجت به القمة يمثل خسارة فادحة لأوروبا وأوكرانيا على حد سواء.
وذكر، أن الأوروبيين يملكون نتائج على الطاولة، لكنهم لا يعرفون كيفية التصرف بها، وهو ما يكرس حالة الهيستيريا الحقيقية التي يعيشونها، في محاولاتهم للخروج بماء الوجه من هذا الوضع المعقد.
في وقت سابق، أوضح الدكتور محمود الأفندي الخبير في الشؤون الروسية، أن التصريح الأخير الصادر عن الكرملين يعكس بوضوح استعداد روسيا الدائم للانخراط في مسار سياسي ودبلوماسي يهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي تجاوزت عامها الثالث.
روسيا تدرك تمامًا أنها قادرة على حسم المعركة عسكريًا
وأكد الأفندي، في مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن روسيا تدرك تمامًا أنها قادرة على حسم المعركة عسكريًا، إلا أن القيادة الروسية ترى أن نهاية الحرب لا بد أن تُبنى على أساس تسوية سياسية، تأخذ في الاعتبار أساس النزاع الحقيقي بين روسيا وحلف الناتو، وليس فقط مع أوكرانيا.
وأشار إلى أن الرسالة الروسية ليست موجهة لأوكرانيا أو الولايات المتحدة، بل تتجه بشكل رئيسي إلى الدول الأوروبية، التي بدأت تشعر بخطر توسع النزاع، وتخشى من أي امتداد محتمل للحرب داخل أراضيها، مضيفا:" أن موسكو ترى أن واشنطن قد انسحبت جزئيًا من المشهد، وتكتفي الآن ببيع السلاح لأوروبا، التي بدورها ترسله إلى أوكرانيا، وهو ما يصب في مصلحة روسيا سياسيًا.