حكماء المسلمين يهنئ الأمة العربية والإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف

هنأ مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الأمَّتين العربية والإسلامية؛ بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، سائلًا المولى عز وجل أن يُعيدَ هذه المناسبة المباركة على الإنسانية كلها بالخير واليُمن والبركات.
حكماء المسلمين يهنئ الأمة العربية والإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف
ويؤكِّد مجلس حكماء المسلمين في هذه المناسبة العطرة أنَّ ميلاد النبي محمد ﷺ شكَّل نقطة تحوُّل عظيمة في تاريخ البشرية؛ حيث أرسى ﷺ دعائم الرحمة والعدل والسلام، ودعا إلى التعايش والإخاء الإنساني، ونشر قيم التسامح والتعاون بين الناس جميعًا، موضحًا أن الاحتفاء بهذه المناسبة يمثل فرصة متجددة لاستلهام القيم النبيلة التي حملها الرسول الكريم ﷺ، وتجديد العهد بالسير على نهجه في نشر الخير والمحبة والسلام.
وبهذه المناسبة، يدعو مجلس حكماء المسلمين الأمة الإسلامية إلى التأسي بأخلاق النبي الكريم، وإحياء سنَّته، وتدارس سيرته، والاقتداء بهديه صلى الله عليه وسلم في شؤون حياتنا كلها، مؤكدًا أن المعارف والتعاليم الإلهيَّة والخُلُقيَّة والتشريعيَّة التي تذخر بها مدرسة النبوَّة المحمديَّة هي خريطة النجاة للأمة والعالم.
ويجدد مجلس حكماء المسلمين تأكيده بأن الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة يمثل فرصةً ملهمةً لوحدة صف الأمة الإسلامية، ولمِّ شملها، وتعزيز تضامنها، خاصة في ظل ما يواجهه عالمنا اليوم من تحديات، تتطلب موقفًا عربيًّا وإسلاميًّا موحدًا لوقف العدوان على قطاع غزة، والتصدِّي لمحاولات التهجير القسري، وإقرار حق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الاحتفال بالمولد النبوي
تقول دار الإفتاء جرت عادة المسلمين في شهر ربيع الأول من كل عام بالاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وذلك باجتماع الناس على الذكر والمدائح والطعام والقيام ونحو ذلك مما يُعدُّ فرحًا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا له، وسرورًا بيوم مجيئه الكريم، وإعلانًا لمحبَّته صلى الله عليه وآله وسلم، والاحتفال في جملته شكرٌ لله تعالى على إكرامه لنا بالرحمة المهداة صلى الله عليه وآله وسلم، وكل هذا من الأمور المقطوع بمشروعيَّتها واستحبابها شرعًا.
وقد سَنَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصل شكر الله تعالى على ميلاده الشريف، فقد صحَّ أنه كان يصوم يوم الاثنين ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على مِنَّة الله تعالى عليه وعلى الأمة به، فالتأسي به صلى الله عليه وآله وسلم بشكر الله تعالى على مَنِّه وكَرَمه بنعمة وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأي مظهر من مظاهر الشكر، ومنها الإطعام والمديح والاجتماع للذكر والصيام والقيام وغير ذلك، لا يخرج عن أصل هذه السُّنَّة.
وهذا الاحتفال منه صلى الله عليه وآله وسلم ومن الأمة من بعده إنما هو تطبيق عمليٌّ لما جاء به القرآن الكريم، في قول الله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم: 5]، ومِن أيام الله تعالى: أيامُ نصره لأنبيائه وأوليائه، وأيام مواليدهم، وأعظمُها قدرًا مولدُ سيدهم صلى الله عليه وسلم.
وقد شرَّف الله تعالى أيام مولد الأنبياء عليهم جميعًا الصلاة والسلام، وجعلها أيامَ خيرٍ وسلامٍ، فقال سبحانه عن سيدنا يحيى: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ﴾ [مريم: 15]، وعن سيدنا عيسى ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 33]، وجاء في "صحيح مسلم" في فضل يوم الجمعة وبيان مكانته وذكر مزاياه من أنه اليوم الذي خُلق فيه سيدنا آدم عليه السلام، ومن ثمَّ فهو يوم مبارك، وعلى ذلك يكون تخصيصُ يومٍ لذكرى ميلاد أي نبي من أنبياء الله تعالى من باب تشريف ذلك الزمان، وفي يوم الميلاد نعمةُ الإيجاد، وهي سبب كل نعمة بعدها، فكيف باليوم الذي ولد فيه خير الأنبياء والمرسلين!! فيومُ مولده صلى الله عليه وآله وسلم سببُ كلِّ نعمة في الدنيا والآخرة.