خبير: انسحاب إيران من معاهدة حظر الأسلحة النووية ورقة ضغط على أوروبا

في ظل تصاعد التوترات النووية بين طهران والغرب، حذر الخبير في الشؤون الإيرانية حسن راضي من تداعيات تهديد إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، معتبرًا أن طهران تستخدم هذه الورقة كورقة ضغط سياسي لا أكثر، في محاولة لردع أوروبا عن تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات.
إيران لا تمتلك أوراقًا حقيقية داخلية أو خارجية
وأوضح راضي، خلال مداخلة عبر "القاهرة الإخبارية"، أن إيران لا تمتلك أوراقًا حقيقية داخلية أو خارجية تُمكنها من فرض موقفها، لكنها تلجأ إلى الخطاب التصعيدي لتحريك المواقف الأوروبية ومحاولة كسب نقاط في المفاوضات المتعثرة حول الاتفاق النووي.
وأشار إلى أن الاتفاق النووي الموقع عام 2015 يمنح الدول الموقعة الحق في تفعيل آلية الزناد في حال خرق إيران لبنود الاتفاق، وهو ما ينطبق على الوضع الراهن، حيث اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بعدم الالتزام وعدم التعاون.
وأكد راضي أن إيران ترى أن الدول الأوروبية متأثرة بضغط أمريكي إسرائيلي، وهو ما يجعلها في موقف دفاعي، رغم أن الخطوات الأوروبية قانونية تمامًا وتأتي ضمن بنود الاتفاق.
التداعيات المحتملة لانسحاب إيران
وحول التداعيات المحتملة لانسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي، نوه الخبير في الشؤون الإيرانية إلى أن ذلك سيُفسر دوليًا على أنه نية واضحة لصنع قنبلة نووية، وهو ما قد يُوحد العالم ضدها، ويمنح الولايات المتحدة وإسرائيل الذرائع الكافية لتوجيه ضربة عسكرية وقائية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وشدد على أن الكرة الآن في الملعب الإيراني، حيث تنتظر أوروبا من طهران خلال شهر الالتزام الكامل، الشفافية، والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا أنه في حال استمرت إيران على نهج المماطلة، فإن خيار المواجهة العسكرية سيصبح مطروحًا بقوة.
حق إيران في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية
وفي سياق الدعم الدولي، أشار راضي إلى أن الصين وروسيا أعربتا عن دعمهما لحق إيران في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، كما جاء في بيانات رسمية صادرة عن قمة "شنغهاي" وتصريحات رئاسية، إلا أنه استبعد تمامًا أن تقدم موسكو أو بكين دعمًا عسكريًا مباشرًا لطهران في حال اندلاع مواجهة مسلحة.
وأضاف: "رغم هذا الدعم السياسي والدبلوماسي، إلا أن المصالح الاقتصادية والسياسية لكل من الصين وروسيا مع الغرب تفوق علاقاتهما مع إيران، وبالتالي لن تضحي أي من الدولتين بخسارة كبرى مقابل الدخول في حرب لأجل طهران".
واختتم راضي تصريحه بتأكيده على أن المجتمع الدولي لا يعارض البرنامج النووي الإيراني في حد ذاته، ولكن يريد فقط ضمانات شفافة تؤكد سلميته، مشددًا على أن أي غياب للوضوح أو تفلت من الرقابة الدولية، سيعيد إيران إلى دائرة العزلة والتصعيد.