محلل سياسي: تصريحات طهران "تحذير وقائي" لإسرائيل وليست إعلان حرب|خاص

قال الكاتب والمحلل السياسي عمرو حسين في تصريح لـ«نيوز رووم» أن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الإيراني، والتي أشار فيها إلى أن "عودة الحرب مع إسرائيل ليست مستبعدة"،
وأضاف الدكتور حسين، أن تلك التصريحات تحمل دلالتين محوريتين؛ حرب نفسية ورسائل ردعية تستهدف الضغط على إسرائيل وحلفائها في ظل التوتر الإقليمي المتصاعد، وخاصة مع تزايد التهديدات تجاه غزة ولبنان.
وأيضاً، استعراض جاهزية إيران، إذ تسعى طهران إلى تأكيد قوتها العسكرية والسياسية أمام الداخل والخارج، لإبراز مكانتها كـ"قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها" في معادلة أمن الشرق الأوسط.
الرسالة الإيرانية في توقيت حساس
وأشار الدكتور حسين إلى أن توقيت التصريح الإيراني بالغ الدقة، إذ يتزامن مع تصاعد الاستعدادات الإسرائيلية على أكثر من جبهة. هذا ما يجعل التصريح أقرب إلى "تحذير وقائي" يراد به ردع أي تحرك إسرائيلي متهور، أكثر من كونه تمهيدًا لحرب وشيكة.
وأوضح أن إيران تمارس سياسة حافة الهاوية، حيث تترك باب التصعيد مفتوحًا دون أن تتورط فعليًا في مواجهة شاملة قد تؤدي إلى استنزافها عسكريًا واقتصاديًا.
واختتم الدكتور حسين تحليله بالتأكيد على أن التصريحات الإيرانية لا تمثل تهديدًا مباشرا أو إعلانًا للحرب، لكنها تنقل رسالة واضحة: "إيران لن تظل صامتة إذا تم تجاوز الخطوط الحمراء".
ويعكس هذا استمرار حرب الرسائل والضغط النفسي المتبادل بين طهران وتل أبيب، في وقت تحاول فيه كل من الدولتين ضبط إيقاع التصعيد وتجنب الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مفتوحة.
احتمالية اندلاع حرب جديدة مع إسرائيل
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن احتمالية اندلاع حرب جديدة مع إسرائيل تبقى قائمة، مشددًا على أن إيران مستعدة لمواجهة أي تصعيد عسكري محتمل، في ظل التوترات المتزايدة في المنطقة.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها «الثلاثاء»، أشار عباس عراقجي إلى أن ما عجزت عنه الولايات المتحدة الأمريكية عبر الهجوم العسكري لن تنجح في تحقيقه من خلال طاولة المفاوضات، في إشارة إلى الضغوط السياسية والاقتصادية المفروضة على بلاده.
المفاوضات النووية
وبشأن الملف النووي، شدد وزير الخارجية الإيراني على استعداد طهران إلى الدخول في مفاوضات عادلة ومنصفة بشأن برنامجها النووي"، لكنه ربط استئناف التفاوض غير المباشر مع الولايات المتحدة بضرورة إعادة بناء الثقة، مؤكدًا أن الثقة المفقودة تُعد العقبة الرئيسية أمام أي تقدم على هذا المسار.