الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف تحيي ذكرى ميلاد المبتهل الكبير محمد الهلباوي

أحيت الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف اليوم ذكرى ميلاد المبتهل الكبير الشيخ محمد الهلباوي رحمه الله، الذي وُلد في الثاني من سبتمبر عام 1946م بحي باب الشعرية بالقاهرة، ليكون واحدًا من أعلام فن الابتهال والإنشاد الديني في مصر والعالم الإسلامي، بصوت مميز وأداء روحاني ترك أثره في وجدان المستمعين.
الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف تحيي ذكرى ميلاد المبتهل الكبير الشيخ محمد الهلباوي
نشأ الشيخ محمد الهلباوي في أسرة قرآنية محبة لكتاب الله، فأتم حفظ القرآن الكريم صغيرًا على يد جده الشيخ محمد الهلباوي بقرية ميت كنانة بالقليوبية، ثم حصل على إجازة التجويد من الأزهر الشريف، وتعلّم أصول المقامات بمعهد الموسيقى العربية، فجمع بين العلم الشرعي والدراسة الفنية.
التحق بالإذاعة المصرية مبتهلًا ومنشدًا عام 1979م، وسرعان ما أصبح أحد الأصوات البارزة في ساحة الابتهال، ثم أسّس فرقته للإنشاد الديني عام 1980م، ليحفظ تراث الابتهال المصري الأصيل ويقدمه للأجيال.
شارك الشيخ الهلباوي في العديد من المهرجانات والمحافل الدولية في باريس ومارسيليا وروما وغيرها، وكان خير سفير لفن الابتهال المصري في الخارج، كما عُرف بأعماله الخالدة مثل "روضة المختار طه"، و"بذكر الله تنشرح الصدور"، و"يا من بالوفا قد عودوني".
وقد رحل الشيخ محمد الهلباوي عن عالمنا في الخامس عشر من يونيو عام 2013م عن عمر ناهز 67 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء في خدمة الابتهال والإنشاد الديني.
وإننا في وزارة الأوقاف، إذ نُحيي هذه الذكرى العطرة، لنتضرع إلى الله عز وجل أن يتغمد الشيخ محمد الهلباوي بواسع رحمته، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدّم لفن الابتهال وخدمة التراث الديني الأصيل، وأن يجعل صوته شافعًا له يوم الدين.
الإنشاد الديني هو أحد الفنون الروحية
فيما أكد الشيخ عثمان عبدالحميد، الواعظ بالأزهر الشريف، أن جميع الرسالات السماوية ركزت على عبادة الله والإيمان باليوم الآخر وتعزيز المبادئ الأخلاقية والاجتماعية، مشددًا على أن التعامل الحسن بين البشرهوالأساس في العلاقات الإنسانية.
وخلال لقائه مع الإعلامي إيهاب حليم في برنامج «صدى صوت» على قناة «الشمس»، أوضح عبدالحميد أن الإنشاد الديني، سواء في الإسلام أو المسيحية، هو شكل من أشكال المناجاة التي تهدف إلى ترقيق القلوب وتحفيز الهمم للإقبال على الله.
وأشار إلى أن الصحابة كانوا يستخدمون الإنشاد لتحفيز أنفسهم، مثل استقبال النبي ﷺ عند دخوله المدينة بالمديح، وترديد الأناشيد أثناء حفر الخندق كما أن النبي ﷺ قرّب المداحين والشعراء، مثل عبدالله بن رواحة وحسان بن ثابت، تقديرًا لدورهم في نشر القيم الإيمانية.
وأضاف أن الإنشاد الديني ليس مجرد كلمات، بل هو وسيلة فعًالة لتجديد الخطاب الديني وتوصيله بأسلوب مؤثر، لا سيما للشباب، مستشهدًا بأعلام الإنشاد مثل سيد النقشبندي وطه الفشني، الذين تركوا بصمة روحية عميقة بأدائهم المميز.
ويعتبر الإنشاد الديني هو أحد الفنون الروحية التي تهدف إلى الارتقاء بالوجدان، وتقوية الصلة بالله، وتحفيز المشاعر الإيمانية، يعتمد على الأداء الصوتي المميز والعبارات التي تحمل معاني الحب الإلهي، والتضرع، ومدح النبي محمد ﷺ.
ويؤثر الإنشاد الديني على القلوب من خلال ترقيقها، وتعزيز الروحانية والتأمل، إذ إن كلمات الأناشيد الدينية غالبًا ما تركز على معاني التوبة، والرحمة، والشوق إلى الله، مما يساعد المستمع على التفكر والتدبر، وبعض الأناشيد تتحدث عن محاسبة النفس، مما يدفع الإنسان إلى إعادة النظر في أفعاله وسلوكياته، وبعث الطمأنينة في النفوس، حيث إن الألحان الهادئة والكلمات العذبة تخلق جوًا من السكينة والراحة النفسية، مما يساعد في تهدئة القلوب القلقة.