رحمة النبي ﷺ بالضعفاء.. ندوة كبرى بأوقاف مطروح احتفالًا بالمولد النبوي الشريف
شهدت محافظة مطروح، مساء أمس، انعقاد فعاليات الندوة العلمية رقم (136) التي نظمتها مديرية أوقاف مطروح، في إطار الخطة الدعوية لوزارة الأوقاف احتفالًا بذكرى مولد النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. جاءت الندوة تحت عنوان "رحمة النبي ﷺ بالضعفاء"، وذلك برعاية الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وإشراف الشيخ حسن محمد عبد البصير عرفة مدير عام أوقاف مطروح.
قيم الرحمة في أسمى صورها
ركزت الندوة على إبراز البعد الإنساني في سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وكيف جسّد قيم الرحمة في أسمى صورها، حتى أثنى الله تعالى عليه بقوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، مشيرة إلى أن رحمته لم تقتصر على المؤمنين، بل امتدت لتشمل الإنسان والحيوان والطبيعة بأسرها.
الرحمة منهج علمي تجسد في حياة النبي
أوضح العلماء المشاركون أن هذه الرحمة لم تكن مجرد عاطفة وجدانية، بل كانت منهجًا عمليًّا تجسّد في حياته اليومية وتعاملاته مع الناس جميعًا، خاصة مع الضعفاء والفقراء والمحتاجين، واستشهدوا في ذلك بعدد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «الرَّاحِمُونَ يَرحمُهُمُ الرَّحمنُ، ارحَموا مَن في الأرضِ يَرحمكُم مَن في السَّماءِ» (رواه الترمذي)، وقوله: «هَل تُنصَرونَ وتُرزقونَ إلّا بضُعفائِكم» (رواه البخاري)، وقوله أيضًا: «اللَّهُمَّ إنِّي أُحَرِّجُ حقَّ الضَّعيفَين: اليَتيمِ والمرأَةِ» (رواه النسائي).
تطبيق قيم الرحمة في واقع المجتمع
شددت الندوة على أن الاحتفاء الحقيقي بذكرى المولد النبوي الشريف لا يكون بالمظاهر الشكلية فحسب، وإنما بالاقتداء بسيرته العطرة، وتطبيق قيم الرحمة في واقع المجتمع، من خلال رعاية الفقراء، وإكرام الأيتام، وتقدير المرأة، والوقوف إلى جانب المستضعفين.
وفي ختام الفعاليات، أكدت مديرية أوقاف مطروح أن إحياء ذكرى النبي صلى الله عليه وسلم هو رسالة متجددة، تُترجم عمليًّا عبر نشر ثقافة التكافل والتراحم، وتقديم الدعم للضعفاء، ليظل المجتمع نموذجًا في الإنسانية والمروءة والإحسان، اقتداءً بقوله تعالى: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: 21].
من ناحية أخرى نظمت وزارة الأوقاف (674) مجلسًا فقهيًّا بمختلف محافظات الجمهورية، بعنوان: "أحكام وآداب زيارة مسجد النبي ﷺ"، وذلك ضمن فعاليات برنامجها الأسبوعي "مجالس الفقه"، واحتفالًا بذكرى مولد نبي الهدى ﷺ.
ويأتي انعقاد هذه المجالس في إطار الدور الدعوي والعلمي والتثقيفي الذي تضطلع به الوزارة، وتنفيذًا لمحاور خطتها الدعوية، ولا سيما محور مواجهة التطرف اللاديني وتراجع القيم الأخلاقية، والعمل على استعادة وبناء الشخصية المصرية على أسس دينية ووطنية رشيدة.
